الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
لؤلؤ وأصداف
لؤلؤ وأصداف
تأليف
ثروت أباظة
الفصل الأول
كان المستشار عزام أبو الفضل وهو يجلس إلى الكرسي الذي تعود أن يجلس عليه في منزله يفكر في حفل الوداع الذي عاد منه في يومه هذا. كان زملاء المستشار مدكور نبهان يحتفلون بإحالته إلى المعاش عند زميلهم عبد العزيز البرعي، وكان عزام يحب زميله الذي صاحبه فترة طويلة من حياته القضائية، وما هي إلا دقائق من جلوسه حتى وجد نفسه يقول في صوت مرتفع وكأنه يكلم شخصا موجودا معه: كلها كام سنة وتقام لنا نحن أيضا حفلات التوديع. الحمد لله قاربنا الشاطئ ونحن ما نزال أصحاء في ضمائرنا وفي أجسامنا. وكم شهدنا ... كم شهدنا ...
ثم وجد نفسه يمضي مع الذكريات ويستجيب لها. يستعذب الحلو فيها ويشعر بالسعادة أيضا أنه مر من أزماتها وأنه استطاع أن يجتاز عصيبها في صلابة وإباء. وأنه كان قادرا أن يخفي ما يمور في دخيلة نفسه من اضطراب أو قلق.
حتى زوجته مجيدة التي كانت تصل إلى البعيد من أغواره لم تكن تستطيع أن تبلغ مواطن الاضطراب في نفسه عند الأزمة.
Halaman tidak diketahui