Teka-Teki Ishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genre-genre
وعندما ظهر الإله الابن أخذ عن أمه صفاتها القمرية والرموز المتعلقة بها، فصار يرمز إليه برأس الثور الوحشي ذي القرنين الكبيرين. وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن تقديس الثور كان قائما في المستوطنات الزراعية الأولى في سوريا وخصوصا تل المريبط،
16
حيث يتزامن ظهور الثور مع ظهور الإلهة الأم. ولسوف نجد هذا الثنائي بعد ألفي سنة في شتال حيوك، ثم في حضارة تل حلف شمال سوريا. ففخاريات تل حلف حافلة بالأشكال التزيينية لقرون الثور الوحشي.
17
وخارج منطقة الشرق الأدنى القديم نعثر على هذا الثنائي المقدس في كريت حيث يزين رأس الثور الوحشي جدران القصور والمعابد، كما نعثر عليه في مطلع عهود مدن يونانية كثيرة مثل طيبة ودلفي، وفي مكدونيا، وتراقيا.
18
هذا وربما تلقي أسطورة الميناتور الإغريقية أضواء على عبادة الثور في كريت. فالميناتور، كما تروي الأسطورة،
19
كان مخلوقا عجائبيا نصفه ثور ونصفه الآخر رجل، صنع له ملك كريت مينوس قصرا خاصا على شكل متاهة لا يستطيع الداخل إليها أن يعثر على طريق خروجه منها. وكان الميناتور لا يتغذى إلا بلحوم البشر. وخصوصا لحوم أسرى الحروب. كما كانت له وجبة دورية من أهالي أثينا، التي فرض مينوس على أهلها جزية قوامها سبعة فتيان وسبع فتيات تقدم طعاما للميناتور. وقد استمرت هذه الجزية قائمة حتى تمكن البطل ثيسيوس من دخول قصر التيه وقتل الميناتور، بعد أن تطوع للخروج مع فريق الفدية إلى كريت. إن هذه الأسطورة ليست في الواقع إلا ذكرى لعبادة الثور في كريت، والميناتور الذي تصوره ليس كائنا حيا، بل تمثالا في المعبد تقدم له الأضاحي البشرية التي كانت معروفة في كريت ، وربما كان بين تلك الأضاحي شبان إغريق يجري اصطيادهم لهذه الغاية أو يرسلون بالفعل كجزية.
شكل 3-3: الإله الثور - شتال حيوك الألف السادس ق.م.
Halaman tidak diketahui