Teka-Teki Ishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genre-genre
البقرة السماوية
منذ أن رأى الإنسان في القمر تجسيدا لعشتار ربط في ذهنه رمزيا بين قرون البقر وقرني الهلال، وصور في خياله الأم الكبرى على هيئة بقرة سماوية يرسم قرناها هلالا في السماء، وقد استمرت هذه الصورة الباليوليتية والنيوليتية مرتبطة بالأم الكبرى في عصور الكتابة، فعندما لا تظهر الأم الكبرى في الأعمال التشكيلية على هيئة البقرة الكاملة تظهر برأس البقرة أو بقرون البقر، أو تشير إليها النصوص الميثولوجية والطقسية بلقب البقرة؛ فالإلهة «نوت» المصرية التي هي قبة السماء، كانت تصور في هيئة بقرة كاملة، والأم المصرية «نيت» كانت تدعى بالبقرة السماوية، والإلهة هاتور كانت تظهر دوما برأس بقرة، والإلهة إيزيس إن لم تظهر برأس بقرة ظهرت وعلى رأسها قرنان كبيران غالبا ما يحتويان قرص القمر البدر بين طرفيهما (الشكل
3-2 ). كذلك الأمر فيما يتعلق بعشتار البابلية وعشتار الكنعانية التي تظهر في الرسوم والمنحوتات وعلى رأسها قرنان.
شكل 3-2: الأم القمرية الكبرى إيزيس وفي حضنها الوليد الإلهي.
ولعل من أجمل هذه الأعمال، ذلك المحفوظ في متحف دمشق والذي يمثل الإلهة عشتار المجنحة ترضع من ثدييها العاريين إلهين صغيرين، وعلى رأسها تاج يزينه قرنان، وقد يعمد الفنان إلى إظهار الهلال ذاته بدل القرون فيتوج به رأس الأم الكبرى.
ومن ناحية أخرى فإن بعض ألقاب الأم الكبرى التي عرفت بها في عصور الكتابة، تظهر صلتها بذلك التصور القديم، فهي البقرة وهي العجلة، نقرأ في صلاة سومرية إلى إنانا من عصر صارغون الأول: «أيتها البقرة البرية الجموح، أنت أعظم من كبير الآلهة آن».
9
وفي بعض ألواح أوغاريت نجد الإلهة عناة تحمل لقب العجلة،
10
وفي نصوص بعل وعناة الأوغاريتية نجد الإله بعل يضاجع الإلهة عناة وهي في هيئة العجلة قبل أن يهبط إلى الأسفل.
Halaman tidak diketahui