Teka-Teki Ishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genre-genre
شكل 5-9: سواستيكا خلق العالم عند الهنود الحمر.
شكل 5-10: الأفعى السواستيكا عند الهنود الحمر.
هذا وقد ارتبطت فكرة المطلق لدى متصوفة المسلمين برمز المدار المغلق الأعظم، نقرأ للشيخ عبد الكريم الجيلي من القرن السابع الهجري: «واعلم أن أبده عين أزله، وأزله عين أبده. وهما وضعان لله أظهرتهما الإضافة الزمانية لتعقل وجوب وجوده، وإلا فلا أزل ولا أبد. كان الله ولا شيء معه. فلا وقت له سوى الأزل الذي هو الأبد، الذي هو حكم وجوده باعتبار مرور الزمن عليه، وانقطاع حكم الزمن دون التطاول إلى مسايرة بقائه، فبقاؤه الذي ينقطع الزمان دون مسايرته هو الأبد، فافهم ...»
17
إن أزل المطلق الذي يمتد بلا نهاية، وفق هذا النص، ليتحول إلى أبد راجعا إلى نقطة مبتدئه. ودارته هذه هي دارة التاو الذي حدثنا عنها لاوتسو عندما قال: «الامتداد بلا نهاية يعني العودة إلى نقطة البدء.» فهي دارة تنقل الأبد إلى الأزل إلى الأبد، وهي في الوقت نفسه مجرد نقطة؛ لأن هذه الحركة اللانهائية بين الأزل والأبد تجعلهما متطابقين، ويصير مركز الدائرة منها المحيط والمحيط منها المركز، لهذا يعبر العقل العربي عن مفهوم الصفر بنقطة، ويعبر عنه العقل الغربي بدائرة فارغة.
عن النقطة المطلقة التي صدر - فيما بعد - عنها الوجود، نقرأ للجيلي أيضا: «واعلم أن النون عبارة عن انتقاش صور المخلوقات بأحوالها وأوصافها، كما هي عليه جملة واحدة. وذلك الانتقاش عبارة عن كلمة الله تعالى لها: كن؛ فهي تكون حسبما جرى به القلم في اللوح المحفوظ. فلهذا قلنا: إن النون مظهر كلام الله تعالى. واعلم أن النقطة التي فوق النون هي إشارة إلى ذات الله تعالى الظاهرة بصورة المخلوقات. فأول ما يظهر من المخلوقات ذاته، ثم يظهر المخلوق؛ لأن نون ذاته أعلى وأظهر من نون المخلوق ... فإذا علمت أن النقطة إشارة إلى ذات الله تعالى، فاعلم أن دائرة النون إشارة إلى المخلوقات»، وأيضا: «فاستدارة رأس الهاء إشارة إلى دوران رحى الوجود الحقي والخلقي على الإنسان. فهو في عالم المثل كالدائرة التي أشار إليها الهاء. فقل ما شئت؛ إن شئت قلت الدائرة حق وجوفها خلق، وإن شئت قلت الدائرة خلق وجوفها حق؛ فهو حق وهو خلق.»
18
ولمحيي الدين ابن عربي عن دائرة الحق والخلق نقرأ: «دائرة الوجود أولها حب وافتراق، وآخرها حب وتلاق. ومحورها الحق ومحيطها ما لا يحصى من مجالي الوجود. الكل يخرج من المركز والكل يعود إليه.»
19
فالحب أول ما خرج من دائرة العماء المغلقة، وبه تم خلق العالم وافتراقه عن المدار الأعظم، وبالحب تعود الموجودات لتلتحم بمصدرها وتذوب فيه:
Halaman tidak diketahui