6
فأما ﴿مَلِك﴾ فهو في معنى المُلْكِ، كقولِه: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾، ومَن قَرَأَ: ﴿مَالِك﴾؛ فإنه يريدُ -واللهُ أعلمُ-: حاكمٌ ومُجَازٍ بالدينِ. وقد ذُكِرَا جميعًا عن النبيِّ صلى اللهُ عليه: حدَّثني محمدٌ، قال: حدَّثنا الفرَّاءُ، قال: حدَّثني خَازِمُ بنُ حُسَيْنٍ البَصْرِيُّ، عن مَالِكِ بنِ دِينَارٍ، عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قال: قَرَأَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وأبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمَانُ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾. حدَّثني محمدٌ، قال: حدَّثنا الفرَّاءُ، قال: وحدَّثني أبو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ، قال: حدَّثني سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عن رجلٍ قد سمَّاه، عن أمِّ سَلَمَةَ، قالت: سمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليه يقرأُ (١): ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، بغيرِ ألفٍ. حدَّثني محمدٌ، قال: حدَّثنا الفرَّاءُ، قال: حدَّثنا شَرِيكٌ (٢)، عن أبي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيِّ، عن يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، أنه قَرَأَ ... بغير ألفٍ. * وفي ﴿نَسْتَعِينُ﴾ لغتان: فأما قُريْشٌ (٣) وكِنَانَةُ فينصبون النونَ، وعليها القراءةُ. وعامةُ العربِ من تَمِيمٍ وأَسَدٍ وقَيْسٍ ورَبِيعَةَ يقولون: نِسْتَعِينُ، وتِسْتَعِينُ،

(١) لم أتيقَّن ما هاهنا؛ أهو «يقرأ» أم «يقول»؟ والمثبت الأظهر. (٢) في النسخة: «شرِيكُ». (٣) في مواضعها المضبوطة في النسخة جميعًا: «قُرِيْش» على الإمالة.

1 / 6