32
ويخفضُها في موضعِ الخفضِ، وينصبُها في موضعِ النصبِ، وهو الذي يُقَالُ له: مُعْرَبٌ من مَكَانَيْنِ. ولا يجوزُ في هذه اللغاتِ إلا «مَرْأَةٌ»، لسكونِ الراءِ في «مَرْأَةٍ». وتَمِيمٌ وقَيْسٌ يقولون: هذا امْرَؤٌ صالحٌ، وأهلُ الحجازِ يُعَرِّبُونه من مَكَانَيْنِ، يقولون: هذا امْرُؤٌ صالحٌ، ومررت بامْرِئٍ صالحٍ، ورأيت امْرَأً صالحًا. أَنْشَدَنِي بعضُ بني تَمِيمٍ: بِأَبْيَ (١) امْرَؤٌ وَالشَّامُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... أَتَتْنِي بِبُشْرَى بُرْدُهُ وَرَسَائِلُهْ وأَنْشَدَني في بيتٍ أبو ثَرْوَانَ: أَنْتَ امْرأٌ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا ... يُعْطِي الْجَزِيلَ وَيُغْلِي الْحَمْدَ بِالثَّمَنِ * أهلُ الحجازِ يقولون لِمَرْأَةِ الرجلِ: هي زَوْجُه، بالتذكير، بمنزلةِ الزوجِ الذَّكَرِ، قال اللهُ ﷿: ﴿أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ﴾، وقال: ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾. وتَمِيمٌ وكثيرٌ من قَيْسٍ وأهلِ نجدٍ يقولون: هي زَوْجَتُه. قال الشاعرُ: إِنَّ الَّذِي يَسْعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي ... كَمَاشٍ إِلَى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا وسمعتُ ذلك من قَيْسٍ كثيرًا في كلامِهم. وأهلُ الحجازِ يَجْمَعونها: الأزواجَ، كما يُجْمَعُ الذَّكَرُ، قال اللهُ ﷿: ﴿يَا

(١) في النسخة: «بَأبْي».

1 / 32