Bahasa, Agama, dan Tradisi dalam Kehidupan Kemerdekaan
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genre-genre
إننا نريد «لغة من لغات المدنية» نريد لغة يفهمها الفلاح والملاح والنجار والبناء، نريد لغة سخية تسعد أبناءها جميعا بغير حساب، نريد لغة تجمع بين التواضع والجبروت، يرى فيها العوام ما يشاءون من البساطة والجمال، ويرى فيها الخواص ما يريدون من السمو والتحليق، نريد لغة مبذولة على نحو ما يبذل الضوء والهواء، يأخذ منها كل إنسان ما يناسب عينيه ورئتيه، وأنا بهذا أدعو إلى الديموقراطية اللغوية، أدعو إلى تيسير اللغة تيسيرا يقربها من جميع القارئين والسامعين، أدعو إلى القصد في احترام الألفاظ القاموسية، وأشير باحترام ما اصطلح عليه الناس من الألفاظ في مختلف الفنون.
ولن تكون اللغة العربية «لغة مدنية» إلا يوم تصبح أداة التفاهم بين جميع الطبقات، ويوم تحترم جميع الألفاظ الاصطلاحية، فترفع تلك الهيبة السخيفة التي يعانيها كل تلميذ يكلف موضوع إنشاء.
وأنا أقترح أن يتصل المؤلفون بالقراء، على نحو ما يتصل الأساتذة بالطلاب، فإن ذلك ينفع أجزل النفع، في تعريف المؤلفين بما يأخذون، وما يدعون، فقد رأيت العجب في حياة التدريس، وعلمت علم اليقين، أن التلاميذ يتهيبون اللغة، ويذهبون ضحية الحذلقة التي يلمسون آثارها فيما يقرءون وما يسمعون.
لقد كنت أجد من بين تلاميذي من يدنو مني في درس الإنشاء ويهمس: يا أستاذ، هل يصح أن أقول: «مشيت وحدي.» - نعم يا بني ، تستطيع أن تمشي وحدك بلا معين.
وكنت أجد من يقول: يا أستاذ، هل «خرجت» كلمة فصيحة؟
نريد أن يقبل الأساتذة والمؤلفون على التلاميذ والقراء، فيفهموهم أن الإفصاح أيسر مما يظنون، نريد أن يفهم الجمهور أن الإفصاح ليس وقفا على المتحذلقين من أساتذة الأزهر ودار العلوم وكلية الآداب.
وأنا مع هذا أومن بأن في كل لغة نوعا من الأرستقراطية الأدبية، ولكني أنكر أن تكون لغتنا في كل مناحيها لغة أرستقراطية، لا يفهمها حق الفهم غير الخواص.
اذهبوا إن شئتم إلى مدينة مثل باريس، وانظروا كيف تنشر على الجماهير بعض الفقرات من خطب الوزراء؛ رحمة الله على تلك الليالي حين كنت أنظر أقوال هريو ودلادييه منشورة بأحرف من نور في أكثر الميادين، وهي في بساطة تذكر بتعابير الأطفال.
اقرءوا إن شئتم مؤلفات أناتول فرانس؛ ذلك الكاتب الفحل الذي حول الفرنسية إلى أحاديث حلوة عذبة لا يدق معناها على أحد من سواد الناس.
إن «البيان» الذي سمعتم عنه لا يعرفه إلا الأقلون من كتاب هذا الزمان، وإلا فأين الكاتب الذي استطاع أن يصل بقلمه اللعوب إلى أفئدة الجماهير من أهل الريف؟
Halaman tidak diketahui