Bahasa Arab Sebagai Makhluk Hidup
اللغة العربية كائن حي
Genre-genre
و«إنبو» كانت تدل في اللغة السامية الأصلية على «الثمر» عموما، وما زالت تدل على ذلك في اللغة الآشورية، والآرامية. أما في العبرانية فقد أدغمت النون في الباء وعوض عنها بالتشديد فصارت «آبه» بتشديد الباء، عملا بقاعدة جارية في نحو ذلك باللغة العبرانية، ثم شقوا من هذه اللفظة فعلا فقالوا: «أبب» بمعنى أثمر. وأما في السريانية فقد أصاب هذه اللفظة نفس ما أصابها في العبرانية، وصارت «آبا» وهي تدل عندهم على الفاكهة كالتين والبطيخ والزبيب واللوز والرمان. وأما في العربية فقد حدث نحو ذلك، ولكن «الأب» صار عندهم للدلالة على الكلأ والمرعى أو ما أنبتت الأرض، وقالوا: «الأب للبهائم كالفاكهة للناس.» •••
وتحولت «إنبو» أيضا بالإبدال إلى «عنبو»، ومنها «عنب» للدلالة على نوع واحد من الأثمار هو ثمر الكرم، وهذه دلالتها الآن في اللغات العربية والعبرانية والسريانية، بعد أن كانت تدل في أقدم أزمانها على الثمر عموما.
ويقال نحو ذلك في «عبد»، فإنها في اللغات السامية تدل على العمل وخاصة الحرث في الحقل، ولم يبق من مشتقات «عبد» في العربية ما يدل على معناها الأصلي إلا «المعبدة»، أي «المجرفة» أو «المحراث». وفيما خلا ذلك فإن «عبد» ومشتقاتها إنما تدل على العبادة، ومنها «العبد» أي الرق و«التعبد»، لأن خدمة الحقول كان أكثرهم من الأرقاء، ولما كان أكثر الأرقاء من الزنوج دل المولدون بلفظ العبد على الزنوج السود خاصة.
ومن هذا القبيل «الثلج»، والأصل فيه الدلالة على البياض ثم أطلق على أشهر المواد البيضاء.
وكذلك «مرء» فإن أصل دلالتها في اللغات السامية على القوة، ومنها إلى الرئاسة ومنها إلى أقوى الكائنات وهو الإنسان، ولا تزال في السريانية تدل على الرب فقط، وهي عندهم «مرا» أو «مريا». أما في العربية فغلبت فيها الدلالة على الرجل. وأما العبرانية والسريانية فللدلالة على الرجل فيهما ألفاظ أخرى ترجع في أصل معناها إلى القوة، وكأن هذا اللفظ قديم مشترك في أمهات اللغات فإنه في اللاتينية
Vir
ونحوه في الهندية. •••
ولهذا السبب استعمل العرب «بعل» للزوج وهو يدل في الأصل على السيد أو الرب، ومنه البعل أكبر آلهة الشعوب السامية ومنها «هبل» كبير أصنام الكعبة. ويظهر من مراجعة أمهات اللغات الآرية أن هذا اللفظ انتقل منها إلى اللغات السامية قبل تفرق شعوبها، لأنه في السنسكريتية «بالا» القوة، وفي اللاتينية قوي
Val-ere ... أو لعل الآريين نقلوه عن الساميين، أو كان في اللغة الأصلية قبل افتراق الآريين عن الساميين.
ومن أمثلة ما فقد أصله من الألفاظ السامية في اللغة العربية وبقي فرعه لفظ «الشعر» بمعنى المنظوم، فقد شقه صاحب «القاموس» من «شعر الرجل» بمعنى فطن وأحس، فقال: «وسمي الشاعر شاعرا لفطنته وشعوره.» ويلوح لنا من خلال هذا التعليل تسامح لا يرتاح إليه العقل، والأظهر عندنا أن «الشعر» مشتق من أصل آخر فيه معنى الغناء أو الإنشاد أو الترتيل فقد من العربية وبقي في بعض أخواتها، ففي العبرانية أصل فعلي لفظه «شور» ومعناه صات أو غنى أو رتل، ومن مشتقاته «شير» قصيدة أو أنشودة، وبها سمي نشيد الأناشيد في التوراة وأمثاله من القصائد أو الأناشيد التي رتلها اليهود في أسفارهم أو حروبهم، واليهود أقدم اشتغالا بالنظم من العرب. فالظاهر أن العرب أخذوا عنهم كلمة «شير» للقصيدة أو الأنشودة، كما أخذوا غيرها من أسماء الآداب الدينية والأخلاقية، وأبدلوا باءها عينا على عادتهم في كثير من أمثال هذا الإبدال فصارت «شعر»، أطلقوها على الشعر بإجماله، فلما جمعت اللغة عدوا هذا اللفظ من مشتقات «شعر».
Halaman tidak diketahui