90

Lubb Masun

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

Genre-genre

قال: فصل في الاستعارات والاستعارة مجاز علقته = تشابه كأسد شجاعته

وهي مجاز لغة على الأصح = ومنعت في علم لما اتضح

وفردا او معدودا او مؤلفا = منه قرينة لها قد ألفا

أقول: الاستعارة اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة كالأسد المستعمل في الرجل الشجاع فقوله كأسد شجاعته أي كالأسد إذا أطلق على الرجل الشجاع وشجاعته العلاقة بينهما أي علاقته شجاعته والأصح أنها من المجاز اللغوي الذي هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له وقيل من العقلي بمعنى أن التصرف في أمر عقلي لا لغوي لأنها لما لم تطلق على المشبه إلا بعد إدعاء دخوله في جنس المشبه به كان استعمالها فيما وضعت له ورده في الأصل ويمتنع أن تكون الاستعارة في العلم لما اتضح عندهم من أنها تقتضي إدخال المشبه في جنس المشبه به بجعل أفراده قسمين متعارف وغير متعارف ولا يمكن هذا في العلم لمنافاته الجنسية إلا إذا تضمن العلم نوع وصفية بواسطة اشتهاره بوصف من الأوصاف كحاتم المتضمن الإنصاف بالجود فيتأول فيه فيجعل كأنه موضوع للجواد سواء كان ذلك الرجل المعهود أو غيره فيتناول حاتم حينئذ الفرد المتعارف المعهود والفرد الغير المتعارف ويكون إطلاقه على المعهود أعني حاتما الطائي حقيقة وعلى غيره ممن يتصف بالجود استعارة نحو رأيت اليوم حاتما وقرينة الاستعارة تكون فردا أي أمرا واحدا نحو رأيت أسدا يرمي أو متعددا أي أكثر من أمر اثنين فأكثر فيكون كل واحد منهما أو منهم قرينة كقولك رأيت أسدا يرمي على فرسه أو مع زيادة في الهيجاء أو تكون معاني ملتئمة أي مربوطا بعضها ببعض يكون الجميع قرينة لا كل واحد كقوله:

Halaman 93