113

Lubb Masun

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

Genre-genre

وما سواه المتوازي فادري = كسرر مرفوعة في الذكر أقول: من الجناس اللفظي السجع وهو توافق الفاعلتين من النثر على حرف واحد وهذا معنى قول السكاكي كما هو في النثر كالقافية في الشعر وهو ثلاثة أضرب: الأول المطرف إن كانا مختلفين في الوزن نحو ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا والثاني المرصع وهو ما استوت فواصله في الوزن والتقفية وكان كل ما في إحدى الفقرتين أو جله من الألفاظ مثل ما يقابله من الأخرى كقول الحريري: فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ويقرع الأسماع بزواجر وعظه الثالث المتوازي وهو أن تستوي الفاصلتان في اللفظ ولم توافق سائر ألفاظ إحداهما ولا جل ما يقابلها من أختها في الوزن والتقفية نحو فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة. قال:

أبلغ ذاك مستو فما يرى = فيه القرينتين الاخرى أكثرا

والعكس إن يكثر فليس يحسن = ومطلقا إعجازها تسكن

وجعل سجع كل شطر غيرما = في الآخر التشطير عند العلما

أقول: القرينة طائفة من الكلام مشتملة على الفاصلة سميت. بذلك لأنها مقارنة لصاحبتها وأحسن السجع ما تساوت فيه فقرته الثانية نحو في سدر مخضود وطلح منضود ثم ما طالت فقرته الثانية نحو والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى والثالثة نحو خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ولا يحسن أن يؤتى بعد فقرة بفقرة أخرى قصر منها كثيرا والأسجاع مبنية على سكون الأعجاز كقوله: ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت، قيل السجع غير مختص بالنثر بل يكون في النظم كقوله:

تجلى به رشدي = وأثرت به يدي

وفاض به ثمدي = وأروي به زندي

ومنه على هذا القول ما ذكر المصنف وهو المسمى بالتشطير وهو جعل كل من شطري البيت سجعة مخالفة لأختها كقوله:

تدبير معتصم بالله منتقم = لله مرتقب في الله مرتقب

فإن سجع الشطر الأول مبني على الميم والثاني على الباء.

Halaman 116