Lubb Masun
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
Genre-genre
ثم وجوه حسنه ضربان = بحسب الألفاظ والمعاني أقول: تقدم أن فن البديع ليس جزءا من البلاغة بل هو تابع لها فالنظر فيه فرع النظر فيها فلذلك أخر. وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة فقوله: علم خبر مبتدأ محذوف ودليل مفاده الترجمة وسابق المرام أي المطلوب السابق وهو المطابقة ووضوح الدلالة اللذان هما مفادان للفنين قبله ثم وجوه التحسين. منها ما يتعلق باللفظ فيكسوه حسنا وجمالا كالجناس التام. ومنها ما يتعلق بالمعنى كذلك كالمطابقة وسيأتي مثالهما وقدم الألفاظ في البيت لأنها طريق للمعاني وأخر الكلام على ما يتعلق بها اهتماما بشأن المعاني لأنها المقصودة أولا بالذات وقصد الألفاظ عرضي.
الضرب الأول: المعنوي
وعد من ألقابه المطابقه = تشابه الأطراف والموافقه
أقول: تقدم وجه تقديم الضرب المعنوي فمن ألقابه المطابقة وتسمى الطباق والتضاد والتكافؤ وهو الجمع بين متقابلين في الجملة أي سواء كان قابل ضدين أو نقيضين أو عدم ملكة، ويكون بلفظين من نوع اسمين نحو وتحسبهم أيقاظا وهم رقود أو فعلين نحو: يحيى ويميت أو حرفين نحو لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت أو من نوعين نحو أو من كان ميتا فأحييناه. والطباق قسمان: طباق الإيجاب كما مثل وطباق السلب وهو الجمع بين فعلين من نوع واحد أحدهما مثبت والآخر منفي أو أحدهما أمر والآخر نهي نحو ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا ولا تخشوا الناس واخشون ومنها تشابه الأطراف وهو التناسب بين أول الكلام وآخره في المعنى نحو لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
ومنها الموافقة وتسمى التناسب والتواقع أيضا ومراعاة النظير وهو جمع أمر وما يناسبه لا بالتضاد نحو الشمس والقمر بحسبان. قال:
Halaman 103