Lubab dalam Ilmu Kitab
اللباب في علوم الكتاب
والقطع: إما على النصب بإضمار فعل لائق، وإما على الرفع على خبر لمبتدإ محذوف، ولا يجوز إظهار هذا الناصب، ولا هذا المبتدإ، نحو قولهم: " الحمد لله أهل الحمد " روي بنصب " أهل " ورفعه، أي: أعني أهل، أو هو أهل الحمد.
وإذا تكررت النعوت، والحالة هذه، كنت مخيرا بين ثلاثة أوجه:
إما إتباع الجميع، أو قطع الجميع، أو قطع البعض، وإتباع البعض.
إلا أنك إذا أتبعت البعض، وقطعت البعض وجب أن تبدأ بالإتباع، ثم تأتي بالقطع من غير عكس، نحو: " مررت بزيد الفاضل الكريم "؛ لئلا يلزم الفصل بين الصفة والموصوف بالجملة المقطوعة.
و " العالمين " خفض بالإضافة، علامة خفضه الياء؛ لجريانه مجرى جمع المذكر السالم، وهم اسم جمع؛ لأن واحده من غير لفظه، ولا يجوز أن يكون جمعا ل " عالم "؛ لأن الصحيح في " عالم " أن يطلق على كل موجود سوى الباري تعالى، لاشتقاقه من العلامة، بمعنى أنه دال على صانعه.
و " عالمون " بصيغة الجمع لا يطلق إلا على العقلاء دون غيرهم، فاستحال أن يكون " عالمون " جمع " عالم "؛ لأن الجمع لا يكون أخص من المفرد.
وهذا نظير ما فعله سيبويه - رحمه الله تعالى - في أن " أعرابا " ليس جمعا ل " عرب "؛ لأن " عربا " يطلق على البدوي دون القروي.
فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون " عالمون " جمعا ل " عالم " مرادا به العاقل دون غيره، فيزول المحذور المذكور؟
وأجيب عنه: بأنه لو جاز ذلك، لجاز أن يقال: " شيئون " جمع " شيء " مرادا به العاقل دون غيره، فدل عدم جوازه على عدم ادعاء ذلك.
وفي الجواب نظر، إذ لقائل أن يقول: " شيئون " منع منه مانع آخر، وهو كونه ليس صفة ولا علما، فلا يلزم من منع ذلك منع " عالمين " مرادا به العاقل.
Halaman tidak diketahui