وكل الورود
بيضاء كأحزاني.
وقد لقي هذا الديوان صدى طيبا لدى القراء والنقاد، وفي سياق عرض قصائد الديوان والتعليق عليها، أعلن النقاد مولد شاعر إسباني جديد ذي موهبة دافقة، هو فديريكو غرسيه لوركا . وجاء الاعتراف بموهبة الشاعر من لدن أحد أبرز شعراء الإسبانية، هو خوان رامون خيمينيث، الذي أعجب بقصائد الديوان، ودعا لوركا إلى المساهمة بقصائده في مجلة أدبية مرموقة، كان يصدرها أيامها، هي مجلة
Indice
أي «الدليل».
ويوفر هذا النجاح والاعتراف الأدبي دفعة جديدة لشاعرنا، فيقبل على الإبداع الشعري بكل قواه، ورغم أن القصائد التي وضعها بعد نشره لديوانه الأول مباشرة لم يجمعها ديوان إلا في وقت متأخر - ديوان «أغان» الذي نشر في عام 1927م وديوان «أغان أولى» الذي لم ينشر إلا قبيل وفاة الشاعر في 1936م - إلا إنها ترجع فنيا إلى تلك الحقبة من حياته، ما بين عام 1921م وعام 1924م، وتعتبر قصائد هذين الديوانين امتدادا لديوانه الأول من حيث التغني بموضوعات شعبية وطفولية، إلا إن النغمة الشخصية الغنائية فيها أوضح، وتمتزج فيها دفعة الحياة بالإحساس بوقع الموت، ورغم أن معظم تلك القصائد يتسم بشكل بسيط خفيف، إلا إن موضوعاتها ليست بالبسيطة أو الخفيفة أبدا، ورغم أنها تستخدم أغاني الأطفال التقليدية الشعبية، وأن معظمها موجه فعلا للأطفال، إلا إن القارئ يحس على الفور أن هذا الاهتمام من جانب الشاعر هو اهتمام أكثر تعقيدا، وأن نظرته فيها ليست بالطفولية، انظر إلى تلك القصيدة مثلا، تلحظ أن مقصده لم يكن أبدا إخراج قصيدة أو أغنية بسيطة موجهة للأطفال:
إذا أنا قضيت
فاتركوا شرفتي مفتوحة
ها هو الطفل يأكل البرتقال
إني أراه من شرفتي المفتوحة.
Halaman tidak diketahui