Logical Fallacies
المغالطات المنطقية
Penerbit
مؤسسة هنداوي
Lokasi Penerbit
٢٠١٩ م
Genre-genre
(^١) وفقًا ل «نظرية الأنظمة العامة» general systems theory ينطوي العالم على علاقات متبادلة بين جميع الظواهر واعتماد متبادل بين جميع الأشياء، فالكائنات الحية والمجتمعات والأنساق البيئية الكبرى كلها أنساق أو أنظمة تتراتب في هيئة بِنيات متعددة المستويات، يتكون كل مستوى من أنظمة تحتية، كل نظام تحتي هو «كل» بالنظر إلى أجزائه وهو «جزء» بالنظر إلى النظام الأعلى الذي يندرج فيه، كهذا تجتمع الذرات فتكوِّن جُزيئات، وتتحد الجزيئات فتكون بلورات أو لتكوِّن - في الأحياء - عُضيَّات (أعضاء الخلية)، والتي تتحد لتكوِّن الخلايا، ومن اجتماع الخلايا تتكون الأنسجة والأعضاء التي ترتبط معًا لتكوِّن الأجهزة المختلفة، ومن تضافر الأجهزة يتشكل في النهاية الكائن العضوي (الإنسان، …) ومن أفراد البشر تتكون الأمم، ويمضي التراتب صُعدًا فتتكوَّن الأنظمة الأعلى التي تضم معًا مكونات حية وغير حية، وتشمل الأنساق البيئية، والكواكب والأنظمة الشمسية والمجرات … إلخ. للأنظمة الأكثر تعقيدًا، والتي تقع على مستوى أعلى في التراتب، خصائص لا يمكن وصفُها بالحدود المستخدمة في وصف مكوناتها أو أنظمتها التحتية الواقعة على مستوًى أدنى، دون إغفال جوانب هامة من تلك الأنظمة، مثل هذه الخصائص الجديدة التي تبزغ أو «تنبثق» في التركيبات أو الأنساق الأكثر تعقيدًا تُسمَّى «الخواص الانبثاقية» emergent properties، وبتعبير أبسط: حين تجتمع بعض المكونات لتكَوِّن نظامًا (نسقًا) تبزغ لهذا النظام الأعقد صفاتٌ جديدة لا يمكن التنبؤ بها بشكلٍ كامل (في مرحلتنا الراهنة من العلم على الأقل) من خلال صفات مكوناتها. هكذا تلفتنا نظرية الأنظمة إلى حقيقةٍ ما تفتأ تواجهنا على الدوام، وهي أننا قلَّما يتسنى لنا أن نستنبط خواص مفردات أكثر تعقيدًا من خواص مكوناتها، فخواص الماء مثلًا (كالسيولة أو الميوعة والخمول والتوتر السطحي …) هي خواص لا تُشبه من قريب أو بعيد خواص الأوكسجين أو الهيدروجين، وهكذا تتجلى لنا مزالق النزعة الردية (الاختزالية) reductionism في أوضح صورة: ذلك أن أنساق الطبيعة تنطوي على «جِدَّة» novelty حقيقية، وأن للمستوى الأعلى من مستويات الوجود صفاته الجديدة وقوانينه الخاصة التي يجب أن نتوجه إليها مباشرة ونقابلها على أرضها وندرسها بحقها الشخصي (عادل مصطفى: أنثوية العلم، مجلة سطور، القاهرة، العدد ٩٧، ديسمبر ٢٠٠٤، ص ٨٥).
1 / 182