275

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

Penerbit

دار عمار للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

عمان - الأردن

Genre-genre

﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ﴾ .
ومعنى الآية: إنها عليهم "مُطبقةٌ فلا ضوءَ فيها، ولا فُرَج ولا خروج منها آخر الأبد". وههنا سؤالات:
لِمَ قدم الجار والمجرور: ﴿عَلَيْهِمْ﴾ ولم يؤخرهما؟
ولِمَ قرئت ﴿مُّؤْصَدَةٌ﴾ بالهمز؟ وما الفرق بينها وبين عدم الهمز؟
ولِمَ لم يقل كما قال في سورة الهمزة. ﴿فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ﴾؟
ولِمَ ذكر جزاء الكافرين، ولم يذكر جزاء المؤمنين؟
أما تقديم الجار والمجرور فقد يظن ظانٌّ أنه لفاصلة الآية، فإن كلمة (مؤصدة) هي المناسبة لخواتم الآي: المسغبة، المقربة، المتربة، المرحمة، المشأمة. ولو قال: (نار مؤصدة عليهم) لم يكن مناسبًا.
وهذا صحيح فإنه لو أخر الجار والمجرور لم يناسب خواتم الآي، غير أن المعنى يقتضي ذلك أيضًا، فإن التقديم ههنا يفيد الحصر، فإن النار مؤصدة على الكافرين لا يخرجون منها أبدًا. أما غير الكافرين من عصاة المؤمنين، فقد يخرجون منها بعد أن ينالوا عقابهم، فهي إذن مؤصدة عليهم حصرًا ولو قال: (نار مؤصدة عليهم) لم يفد الحصر بل لأفاد أنها مؤصدة عليهم، وقد تكون مؤصدة على غير الكفار أيضًا، وهو غير مراد.
أما قراءة الهمز في (مؤصدة) فإنها قرئت أيضًا (موصدة) بغير الهمزة. وقد يظن ظان أن التخفيف أولى لأنه من (وصد) و(أوصد) .
والحق أنهما لغتان: أصد ووصد، يقال: أصد الباب وآصده وأوصده، إذا أطبقه وأغلقه.

1 / 279