ولكن ما أصدق قول الشاعر فينا:
وسالمتك الليالي، فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
12
كان زواجنا رواية من أوله إلى آخره، كان حبنا حديث الناس، لم يرونا نروح ونجيء، في النهار أو الليل إلا قالوا: يحبها وتحبه، لم يروني أسير في الطريق وحدي إلا عرفوا أني ذاهب إليك، أو آت من عندك. ولم يروك تسيرين في الطريق وحدك إلا تساءلوا: أين خليل؟
وعهد الناس بالحب أن يكون في أوله حارا ثم لا يلبث أن يفتر، أن يكون قبل الزواج قويا ثم لا يلبث بعده أن يضعف، أن يكون في عهد الصبى في أعلى درجاته ثم لا يلبث إذا ذهب الصبى أن تدنو درجاته شيئا فشيئا إلى أن يزول، أن يزهو والدهر مقبل، وأن يذوي إذا اكتنفته الهموم.
أما حبنا فهو هو أمس واليوم وغدا.
13
لقد كنت يا سلطانة جوهرة نفيسة هيهات أن يجود الزمان بمثلها: أما في جمالك فكأنك باكرك النعيم فصاغك بلباقة، وأما في خصالك فكأنك خلقت كما شاء العلي لا كما تشاء الوراثة أو البيئة، فكنت في جمالك وخصالك غريبة عن الناس أجمعين.
إذا لم أكن مغترا بنفسي قلت: إني كنت أشبهك في بعض ذاك، فقد نشأت في أسرة مثل أسرتك، وفي بيئة مثل بيئتك، ولكنني كنت في أخلاقي ونزعاتي غريبا عن الناس أجمعين.
Halaman tidak diketahui