أعيذك يا أم سري وأعيذ نفسي أن أكون أمام مصيبتي فيك جمادا!
المعلمة. (13) أرغمت يا موت أنوف القنا
تحاول الدنيا أن ترغمني على التسليم، أن أقول كما يقول الناس: هذه حالة الدنيا، أن أتعزى بما يتعزون به، أن أقابل مصيبتي بمصائب غيري، أن أقنع بالخيال والرسوم والرموز، بل تحاول الدنيا أن تعيدني طفلا أتعلق بكل حديث خرافة، فأتمرد عليها.
مثلي مثل أسد يؤتى به من عرينه، ويوضع في قفص، فيمد إليه رائضه هراوة، فينقض عليها، ويحطمها بأنيابه، فيمد إليه أخرى فأخرى إلى أن يكل الأسد ويمل من تحطيم الهراوات؛ فإذا مد إليه هراوة بعد ذلك انكفأ إلى جانب في قفصه ذليلا!
هذا حالي مع الدنيا، فإذا سكت فسكوت ذل وانكسار.
لقد كان بيتي عريني، فجاء الموت، فحزنت، وبكيت، ثم انكسرت، فإذا عشت، وليتني لم أعش، عشت ذليلا منكسرا، وقلت مع الشاعر:
أرغمت يا موت أنوف القنا
ودست أعناق السيوف الحداد (14) المنايا العشواء، والموت النقاد
أعرف الناس بالموت هم الشعراء، وأصدق أقوالهم فيه قول زهير بن أبي سلمى:
رأيت المنايا خبط عشواء
Halaman tidak diketahui