رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا
رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا
Penerbit
دار المنار
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
وقد انقسم الشيعة الذين يحافظون على أركان الإسلام إلى:
غلاة أطلق عليهم اسم الرافضة.
وإلى معتدلين وهو الذي خص أكثرهم باسم الزيدية لاتباعهم للإمام زيد بن علي ﵁ الذي أبى على الغلاة البراءة من أبي بكر وعمر ﵄ فرفضوه ويوجد معتدلون في غيرهم أيضًا.
ومن الغريب أن يشتبه أمر زنادقة الباطنية على كثير من مسلمي الشيعة حتى أهل العلم والذكاء منهم كالشريف الراضي المشهور باعتداله في شيعيته الذي قال:
ألبس الذل في ديار الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبي ومولاه مولاي ... إذا ضامني البعيد القصيّ
لف عرقي بعرقه سيد الناس ... جميعًا محمد وعلي
إن ذلي بذلك الجو عز ... وأوامي بذلك النقع ريّ (١)
فالمراد بالأعادي عنده الخلفاء العباسيون أبناء عمومته وكان الخليفة العباسي يعامله معاملة الأقران حتى إنه كان يفتخر عليه
_________
(١) قال ابن الجوزي في المنتظم (٧ / ٢٨١): «لما كتب أصحاب الأخبار بهذه إلى القادر، غاظه أمرها، واستدعى القاضي أبا بكر محمد بن الطيب، وأنفذه إلى الشريف الطاهر أبي أحمد برسالة في هذا المعنى، فقال القاضي أبو بكر في الرسالة: «قد علمت موضعك منا ومنزلتك عندنا..، وقد بلغنا أنه - يعني الشريف الرضي - قال شعرًا هو كذا، فيا ليت شعرنا على أي مُقامِ ذُلٍّ أقام، وما الذي دعاه إلى هذا المقال، وهو ناظر في النقابة والحج فيما في أجل الأعمال وأقصاها علوًا في المنزلة..»
ثم استدعى الشريف ابنيه المرتضى والرضي، وعاتب الرضي العتاب المستوفي.
فقال له: ما قلت هذه الأبيات ولا أعرفها، فقال له: إذا كنت تنكرها فاكتب خطك للخليفة بمثل ما كنت كتبت به في أمر صاحب مصر، واذكره بما أذكره به من الادعاء في نسبه.
فقال: لا أفعل، فقال له: كأنك تكذبني بالامتناع عن مثل قولي.
قال: ما أكذبك، ولكني أخاف الديلم ومن للرجل من الدعاة بهذه البلاد، فقال: يال العجب! تخاف من هو منك على بلاد بعيدة وتراقبه، وتُسخط من أنت بمرأى منه ومسمع وهو قادر عليك وعلى أهلك!
وتردد القول بينهما حتى غلط الرضي في الجواب ... وآل الأمر إلى إنفاذ القاضي أبي بكر وأبي حامد الاسفرائيني، وأخذا اليمين على الرضي أنه لم يقل الشعر المنسوب إليه، ولا يعرفه واندرجت القصة على هذا» .
1 / 10