أرأيت هذا الرافضي كيف لم يتم آية الشراء؛ لأنها حجة عليه ومبطلة لتأويله؟ وهو قوله تعالى ﴿ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم﴾ فلو علم الله تعالى أنهم ينقضون العهد أو يستقيلون هذا البيع لما أمرهم بالاستبشار به، ولما عبر عنه بأنه هو الفوز العظيم، أي دون غيره.
وقد أشار بقوله: «أم استقلتم البيع»، إلى قول الأنصار ﵃ عند بيعة العقبة للنبي ﷺ على منعه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم، ووعده لهم بالجنة إذ قالوا: «لا نقيل ولا نستقيل» . (١)
وقد شهد الله ورسوله لهم بالوفاء، وشهد عليهم الرافضي بالخيانة والغدر، واستقالة البيع!
وقد أعاد بعد هذا القول ذكر ما زعمه من فرار عمر بن الخطاب الذي أعز الله به الإسلام، وأنزل بموافقته القرآن، وكان أعظم ناشر له في الأرض بعد رسوله ﵊.
(١) أخرجه أحمد في المسند (٣ / ٣٢٢، ٣٢٣ - ٣٣٩)، والحاكم في المستدرك (٢ / ٦٢٤ - ٦٢٥) من حديث جابر بن عبد الله ﵄، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، جامع لبيعة العقبة» وهو كما قال ﵀. وانظر: البداية والنهاية للحافظ ابن كثير (٣ / ١٥٩ - ١٦٠)