المؤمنين﴾ خاص بهؤلاء الذين ثبتوا معه ﷺ!
فيقال له: ولماذا عطف على ما قبله بـ (ثم) الدالة على التراخي؟
أليس دليلا على أن الرسول والذين ثبتوا معه كانوا قد اضطربوا عند اضطراب الجمهور في تلك الهزيمة؟
أوليس نزول السكينة لازمًا أو ملزومًا لعودة المهاجرين والأنصار من أهل بيعة الرضوان تحت الشجرة إلى القتال؟
وهل عادوا إلا بعد أن زال بذلك الاضطراب واختلاط الأمر الذي عرض لهم بفرار المؤلفة قلوبهم؟
وهل زال ذلك إلا بما أنزل الله عليهم من السكينة لما سمعوا نداء الرسول ﷺ ونداء العباس ﵁ وعلموا مكانه ﷺ؟
وهل يكون أصحاب هذه الكَرَّة الناهضة بعد تلك الفَرَّة العارضة - وهم أصحاب المواقف السابقة والفتوحات اللاحقة - من الجبناء المستحقين لغضب الجبار، ويكون فرارهم خذلانًا للرسول وتعمدًا لإسلامه للكفار، كما افترى الرافضي الكَفَّار (١)؟
(١) الكفار بالفتح صيفه مبالغة من الكفر، ونعنى به المعنى اللغوي، وهو المبالغ في ستر الشيء وإخفائه. (ر)