96

Lessons of Sheikh Mohammed Al-Duwish

دروس الشيخ محمد الدويش

Genre-genre

التأسيس في العلم قبل التخصص السؤال أليس الأصل أن يتأسس الشاب على قاعدة ثابتة من العلم، ثم يتخصص بعد ذلك فيما يناسبه؛ لأن بعض الشباب إذا سمع كلامكم قد يمتنع عن طلب العلم فيقول: هذا ليس من تخصصي! الجواب سبق أن أجبت على هذا الإشكال، وقلت إن الشاب المطلوب منه التكامل حتى يصل إلى منزلة عالية ومن المستوى التربوي ويكوّن عنده شخصية متكاملة ثم بعد ذلك يتخصص، الآن مثلًا الطالب يدرس في المرحلة الابتدائية، ثم المرحلة المتوسطة دروسًا يدرسها الجميع، ثم يدخل في المرحلة الأولى الثانوية فيدرس أيضًا دروسًا يدرسها الجميع، بعد الأولى الثانوية يتوجه إلى تخصص علمي عام أيضًا، أو يتوجه إلى تخصص أدبي، ثم بعد ذلك يتخرج فيتوجه إلى كلية التخصص فيها أدق، وعندما يتخرج من الكلية ويدرس دراسات عليا يكون هناك تخصص أدق، حيث يكون التخصص أيضًا أدق في مرحلة الماجستير ومرحلة الدكتوراه، وهكذا. فنقول: لا بد من التكامل فلا بد من أن نعتني بالعلم الشرعي جملة فنربي الشباب عليه ويستغلوا أوقاتهم فيه، ولا بد أن يتربى الشباب على الصلة بالله وعبادة الله ﷾، ولا بد من كل هذه الأبواب جميعًا، ثم بعد ذلك يكون التخصص، وما أظن أنه يفهم من كلامي انتقاص هذا الميدان أو الميدان الآخر، بل أنا أقول: لا يسوغ أن ننتقص هذه الميادين ونحتقرها على كل حال أنا أؤيد الأخ فيما قاله، وأنه لا بد من العناية بالعلم الشرعي، وأن كل واحد منا يفرغ جزءًا من وقته لتعلم العلم الشرعي، لكن هذا شيء وأن نطالب الإنسان بأن يتفرغ من كل الأعمال ويترك كل الميادين لتعلم العلم الشرعي هذا شيء آخر، وهناك فرق بين الصورتين والحالتين، فهذا فلان مثلًا يقضي كل يوم ساعتين يقرأ فيها ويتعلم، بل أنت أصلًا داخل هذا المركز الصيفي تتلقى دروسًا علمية وحلقات علمية إلى غير هذا، فهذا الإنسان الذي يتعلم ساعتين لا يعتبر متخصصًا، فأنا أعتبره في ميدان آخر لكنه يحتاج إلى ما لا يقل عن ساعتين يوميًا من القراءة والاطلاع ومذاكرة العلم لكن بقية وقته يستغله في جوانب أخرى، أما الإنسان المتخصص بالعلم نقول له: لا تكفينا ساعتان منك، بل ينبغي أن تنفق نفيس وقتك في تعلم العلم الشرعي، ثم تبقى منك فضول أوقات تستغلها بعد ذلك فيما سواها من الأعمال.

3 / 30