Lessons of Sheikh Ibrahim Al-Fares
دروس للشيخ إبراهيم الفارس
Genre-genre
الاعتقاد الجازم أن رضا الله يكون بالإيمان بالكتاب والسنة
وهذه النقطة يتفرع عنها جملة نقاط ومسائل، أولى هذه المسائل: الاعتقاد الجازم بأن رضا الله ﷾ والفوز بجنته لا يمكن أن يتم إلا بالإيمان بهما، والعمل بما جاء فيهما.
فهم يعتقدون اعتقادًا كليًا لا يخالطه شك ولا ريب أن رضا الله في الدنيا الذي يترتب عليه مزيد من الرزق والعافية والتمكين في الأرض، ورضا الله في الآخرة الذي يترتب عليه المغفرة والرحمة وبعد ذلك دخول الجنة؛ لا يمكن أن يتم إلا بالعمل بعد الإيمان، بعد أن تؤمن بما في القرآن، وتؤمن بما في السنة، وتطبق ما فيهما، فإن هذا الرضا سيكون من نصيبك.
هذه القضية قد تخرج كثيرًا من الأشخاص الذين لهم توجه عقدي يخالف منهج أهل السنة، هم منا وفينا ولكنهم منحرفون في مجال السلوك، فإنهم يعيشون مثلًا في المعاصي أو في كبائر الذنوب معيشة مستمرة متواصلة؛ فهؤلاء لا نقول: إنهم ليسوا من السلف، ولكن نقول: إنهم بعيدون عن منهج السلف بقدر بعدهم عن التمسك بالقرآن والسنة، فكلما ابتعد الإنسان عن تطبيق ما في القرآن والسنة قيل له: إنك مبتعد عن منهج السلف بمقدار ابتعادك عن تطبيق ما فيهما.
إذًا: تلحظون أن هذه النقطة - وهي الفرع الأول من النقطة الأولى - تخرج كذلك مجموعات من الناس، وستجدون في نهاية المطاف أن الذين يسيرون على الحق - فعلًا - هم قلة قليلة؛ ولذلك يقول الله ﷾: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف:١٠٣] هم قلة، ويقول تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ﴾ [الواقعة:٣٩ - ٤٠]، ويقول: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود:٤٠].
إذًا: تجد أن أهل الحق قلة، وبالتالي لا يلزم من هذا أننا إذا أخرجنا هذه الطوائف والفرق أنه ينتهي أهل الإسلام، لا، بل إن أهل السنة هنا هم القلة، وهذا أمر واضح وبين: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة) طائفة هنا تعتبر جزء قليل من عموم الأمة.
1 / 3