182

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Genre-genre

الخوف من الله سبب في النجاة يوم القيامة قال ﵀: وإنما يكون الأمان غدًا لمن خاف الله تعالى. قال رجل للحسن البصري: ما نفعل بأقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا أن تطير؟ فقال له الحسن البصري: لأن تخوف حتى تدركك المآمن خير لك من أن تأمن حتى تدركك المخاوف. قال الله ﷿: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن:٤٦]، وقال ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك:١٢]. فمن خاف الله ﷿ في الدنيا أمنه الله ﷿ يوم القيامة، ومن أمن مكر الله ﷿ في الدنيا أخافه الله ﷿ يوم القيامة، وأدركته المخاوف يوم القيامة. وإنما يكون الخوف عباد الله! نتيجة لعلم العبد بالله ﷿ وبدين الله ﷿، وبعلم العبد بعيوب نفسه وسيئات عمله، فكلما ازداد علم العبد بالله ﷿ وأسمائه وصفاته وربوبيته وإلهيته ازداد خوفًا من الله ﷿، كما قال النبي ﵌: (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)، وكما قال ﷿: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:٢٨]. قال ابن مسعود: كفى بخشية الله علمًا، وكفى باغترار بالله ﷿ جهلًا. وقيل للإمام الشعبي: يا عالم، قال: إنما العالم من يخشى الله. فكل من علم عن الله ﷿ وأسمائه وصفاته ودينه يزداد خوفًا من الله ﷿، فمن ثم غلب الخوف على الأنبياء والأولياء والعلماء، وغلب الأمن على الفراعنة الأطغياء، والكفرة والعوام والرعاع والطغام حتى كأنهم قد حوسبوا وفرغ منهم، فلم يخشوا سطوة العقاب، ولا نار العذاب، ولا بعد الحجاب: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر:١٩].

22 / 7