91

Lessons by Sheikh Saud Al-Shuraim

دروس للشيخ سعود الشريم

Genre-genre

البعد عن الله فأولها بل وحمأة النكد، ونواة القلق: ألا وهو البعد عن الله جلَّ وعلا، بحيث يقصر المرء في طاعة ربه سبحانه، إذ قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وخمول الذكر، والوحشة بين العبد وربه، ومنع إجابة الدعاء، ومحق البركة في الرزق والعمر، وقسوة القلب؛ تتولد هذه كلها من معصية الله، ومن البعد عن طاعته وذكره، فإن تولَّى الله العبد، ويسَّر له سُبل الطاعة والهداية، انقهرت عنه هذه كلها، وإن تخلَّى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة والعياذ بالله، ورسول الله ﷺ يقول: ﴿من تعلَّق شيئًا أوكل إليه﴾ رواه أحمد والترمذي. يقول الله جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه:١٢٤] . ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام:١٢٥] . وقال سبحانه عن الجن: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا﴾ [الجن:١٣] . ويقول: ﴿وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ [الجن:١٧] أي: مشقة لا راحة معها. يقول أحد السلف: "مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، فسُئِلَ عن ذلك؟ فقال: معرفة الله ومحبته، والشوق إلى لقائه وعبادته".

11 / 7