Lessons by Sheikh Muhammad Hassan Abd Al-Ghaffar
دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار
Genre-genre
الراجح في مسألة الاستعانة بالحسابات الفلكية
إن القول الفصل في هذه المسألة المعضلة هو أن الحسابات الفلكية لا تجوز بحال من الأحوال، ومن قال بالاعتماد على الحسابات الفلكية فليراجع نفسه؛ لأنه أخطأ خطأ فاحشًا مصادمًا لظاهر حديث النبي ﷺ: (إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب) وقول النبي ﷺ: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته).
وأما من قال بأننا نستأنس بالحسابات الفلكية فهذا لا دليل عليه، بل إن ابن تيمية يقول: الحسابات الفلكية بدعة في الدين، وبعض العلماء يقولون: هذا وسيلة إلى الشرك، ويستدلون على ذلك بقول النبي ﷺ: (من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر)؛ لأن من يقول بالاعتماد على الحساب الفلكي يجعل الناس يعتقدون في كلام الكهنة والعرافين الذين ينظرون في النجوم، فكأننا فتحنا لهم الباب على مصراعيه، والنووي نفسه قال في رحلته في طلب العلم: وحبب إلي النظر إلى النجوم -علم الحساب-، وقال به الرازي وذكره كثيرًا في تفسيره، قال النووي فلما نظرت في هذه العلوم -علم النجوم- أظلم قلبي، وما استطعت أن أتفهم مسألة واحدة من العلم، فلما تبت إلى الله من هذا العلم رجع لي ما كنت أعهده من نفسي قبل ذلك، فالصحيح الراجح: أنه لا ينظر في النجوم ولا الحساب الفلكي اعتمادًا؛ لأن الاعتماد بدعة في الدين لا يمكن أن تقبل، ولا استئناسًا لأنها وسيلة إلى بدعة في الدين أيضًا، فالمسألة كلها: (إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب) و(الشهر هكذا وهكذا) (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).
14 / 10