Lessons by Sheikh Abdullah Hammad Al Rassi
دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي
Genre-genre
العمل بأسباب التوفيق والهداية
ما الذي يصلح الأولاد بعد توفيق الله ﷾؟ التوفيق بيد الله جل وعلا، والهداية بيد الله ﷾، لكن على العبد أن يفعل الأسباب.
فما الذي يصلح الولد بعد توفيق الله ﷾؟ هل يصلح الولد تركه كسائمة الأنعام يهيم في أودية الغي والضلال؟ في المقاهي والمسارح وعند الأفلام والمسلسلات والدخان والمخدرات والمسكرات! هل يصلح إذا ترك له الحبل على الغارب؟
لا.
بل يضيع، ثم تكون المسئولية أعظم عند الله ﷾؛ لأن الأب لم يفعل الأسباب، ولو فعل الأسباب وبذل جهده وأخذ بإرشاد الرسول ﷺ لحصل الخير الكثير بإذن الله تعالى، والهداية بيد الله جل وعلا.
وإنما عليك أن تفعل الأسباب والهداية بيد الله، أما أنك تترك الحبل على الغارب للأولاد ولا تسأل عنهم، وهذا طريق كثير من الناس -نسأل الله أن يعفو ويسامح- يترك الحبل على الغارب للأولاد، لذلك إذا مررت بالمقاهي في آخر الليل الساعة الواحدة والثانية من الليل تجد غلمانًا صغارًا من العاشرة، إلى الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة في المقاهي، تجده ممسكًا بالشيشة وعيونه طائرة بالأفلام والمسلسلات، فأين الآباء يا أمة محمد ﷺ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون! فعند ذلك يصبح عضوًا فاسدًا وفاشلًا في المجتمع، بسبب تضييع الأب، لكن إذا فعل الأب أسباب وقايته من النار، وهي بنصحه وإرشاده وتوجيهه بعد توفيق الله ﷾.
يكون عضوًا ناجحًا فعّالًا في بناء المجتمع.
وللأسف تجد البعض من الآباء يدخل آلات اللهو ويتعذر والعذر أقبح من الفعل، تقول له يا أبا فلان هذه الآلة تدمر الأخلاق والآداب والعفة والشرف، قال: والله أنا لا أود أن يذهب الولد إلى الجيران ويؤذي الجيران، ثم يأتي هذا الأب بماله الذي سوف يسأل عنه يوم القيامة ويدخل هذه الآلة، ويفسد بها البيت -نسأل الله العفو والعافية- إنا لله وإنا إليه راجعون!
ماذا تكون الأحوال إذا نشأ الأولاد على هذه الآلات؟ والمصيبة يا إخواني هي الإناث، المصيبة كل المصيبة الأنثى، المرأة المسكينة، هذه الأمانة التي هي آخر وصية رسول الله ﷺ، يوم أن قال وهو يلفظ آخر أنفاس الحياة: ﴿وما ملكت أيمانكم﴾ عندما أوصى بالصلاة قال: ﴿الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم﴾ هذا المرأة التي أؤتمنت عليها، أمانة في عنقك سوف تسأل عنها يوم القيامة.
ما ظنك إذا نشأت هذه البنية على مشاهدة الأفلام، وهذه الأفلام تعلم الحب والغرام، وأحيانًا ينشر فيها فضائح لا يعلمها إلا الله ﷾ يخبر عنها من يشاهدها ممن ابتلي بها -نسأل الله العفو والعافية- ناهيك عن تلك الأفلام التي تنشر -أيضًا- تعليم السرقة والسطو والقتل ودعايات للمخدرات والمسكرات، وقنواتنا الآن التي تبث في هذا الدش -الغش- وتشكك في عقائد المسلمين -مع الأسف الشديد- كيف ينتج الابن والبنت إذا عاشوا على هذه الأفلام؟ إنا لله وإنا إليه راجعون!
أين أسباب الوقاية يا عباد الله؟! ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم:٦] ولذلك الآباء نسوا أو تناسوا تلك المسئولية التي علقها عليهم رسول الله ﷺ، لا تظن أخي في الله أن المسألة زواج وإنجاب أولاد ثم تترك لهم الحبل على الغارب، لا، المسئولية عظيمة، يقول الرسول ﷺ: ﴿كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والراجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته﴾ ثم قال ﷺ: ﴿ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته﴾.
3 / 7