Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
ولا صدقته، وكان رضي الله عنه يقول: إنما حجب الخلق عن مشاهدة الملكوت وعن الوصول بسوء المطعم وأذى الخلق، وكان يقول لأصحابه ما دامت النفس تطلب منكم المعصية فأدبوها بالجوع والعطش، فإذا لم ترد منكم المعصية فأطعموها ما شاءت، واتركوها تنام من الليل ما أحبت.
وسئل رضي الله عنه عن الذي لم يأكل طعاما أياما كثيرة أين يذهب لهب جوعه فقال يطفئه نور القلب وكان رضي الله عنه يقول: حياة القلوب التي تموت بذكر الحي الذي لا يموت، وكان رضي الله عنه يقول: من كمل إيمانه لم يخف من شيء، سوى الله تعالى وكان يقول: خيار الناس العلماء الخائفون وخيار الخائفين المخلصون الذين وصلوا إخلاصهم بالموت رضي الله تعالى عنهم.
ومنهم أبو سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني
رضي الله تعالى عنه
وداريا قرية من قرى دمشق من بني عبس وكان كبير الشأن في علوم الحقائق والورع مات سنة خمس عشرة ومائتين.
ومن كلامه رضي الله عنه: لا ينبغي لفقير أن يزيد في نظافة ثيابه على نظافة قلبه بل يشاكل ظاهره باطنه قال أحمد بن أبي الحواري، وسمعت أبا سليمان يقول يوما ليت قلبي في القلوب مثل ثوبي في الثياب قال أحمد: وكانت ثيابه وسطى، وكان رضي الله عنه يقول: من صارع الدنيا صرعته وإذا سكنت الدنيا في قلب ترحلت الآخرة منه وقال أحمد بن أبي الحواري قلت لأبي سليمان صليت أمس صلاة في خلوة فرأيت لها لذة فقال لي وأي شيء ألذ منها قلت كونه لم يرني أحد فقال يا أحمد إنك لضعيف حيث خطر بقلبك ذكر الخلق.
وسأله رجل عن أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل فقال أن يطلع الله على قلبك وأنت لا تريد في الدارين غيره وكان رضي الله عنه يقول: الدنيا تهرب من الطالب لها وتطلب الهارب منها فإن أدركت الهارب منها جرحته، وإن أدركها الطالب لها قتلته، وكان يقول إنما يعجب بعمله القدرية الذين يزعمون أنهم يعملون أعمالهم أما الذي يرى أنه مستعمل فبأي شيء يعجب، وكان رضي الله عنه يقول: لو اجتمع الناس على أن يضعوني كاتضاعي عند نفسي ما قدروا عليه ومن رأى لنفسه قيمة لم يجد حلاوة الخدمة، وقال أحمد بن أبي الحواري قال لي أبو سليمان الداراني يا أحمد ما أنجب من أنجب إلا بالقبول من المعلمين وأنا أقول لك لا تفتح أصابعك في القصعة يا أحمد عهدت ناسا يعدون الجوع فيهم غنيمة بهما تعد أنت وأصحابك الصوفية الشبع غنيمة يا أحمد كيف تنير قلوبهم وكل شيء جيدونه من الشبهات يأكلونه إني لآكل الشبهة فأجد نارا على قلبي من الجمعة إلى الجمعة.
وكان يقول: إن الله تعالى يفتح للعارف على فراشه ما لا يفتح له وهو قائم يصلي ورؤي أبو سليمان بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال: غفر لي وما كان شيء أضر علي من إشارات القوم لما في التكلم بدقائق العلوم من التمييز على الأقران وقال أحمد بن أبي الحواري قال لي أبو سليمان رضي الله عنه يا أحمد من أكل طعام أخيه ليسره بأكله لم يضره أكله شيئا وإنما يضره إذا آكل بشهوة نفسه وذلك لأن كل شيء قصد العبد به وجه الله تعالى عاقبته حميدة وكان رضي الله عنه يقول: من صغر المؤمن في عينه استخف بحرمته ومن لم يتلاش في قلبه ذكر كل شيء يضاد ذكر الله تعالى لم يجد صفوة ذكر الله تعالى وكان رضي الله عنه يقول: إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فعليك بالجوع ثم اسألها وذلك لأن الأكل يغير العقل رضي الله عنه.
ومنهم أبو محمد الفتح بن سعيد الموصلي
رضي الله تعالى عنه
وهو من أقران بشر بن الحارث والسري السقطي وكان كبير الشأن في باب الورع والمعاملات ومن كلامه رضي الله عنه من أدام ذكر الله تعالى بقلبه أورثه ذلك الفرح بالمحبوب ومن آثره على هواه أورثه ذلك حبه إياه ومن اشتاق إلى الله زهد فيما سواه وكان يقول القلب إذا منع من الطعام والشراب يموت ولو على طول.
وسأل رجل المعافى بن عمران هل كان لفتح الموصلي رضي الله عنه كبير عمل فقال كفاك بعمله تركه للدنيا رضي الله عنه.
ومنهم أبو عبد الرحمن حاتم بن علوان الأصم
رضي الله تعالى عنه
هو من قدماء المشايخ بخراسان من أهل بلخ صحب شقيقا البلخي وهو أستاذ أحمد بن حضرويه مات أبو عبد الرحمن سنة سبع وثلاثين ومائتين ودفن عند رباط يقال له سروند على جبل فوق واشجرد.
ومن كلامه رضي الله عنه إذا رأيت المريد يريد غير مراده فاعلم أنه قد أظهر بذلته وقد
مكر به،
Halaman 68