Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
رضي الله عنه هو وشعيب بن حرب في الطواف فقال: يا شعيب إن كنت تظن أنه شهد الموقف والموسم من هو شر مني ومنك فبئس ما ظننت وكان رضي الله عنه يقول من طلب أخا بلا غيب صار بلا أخ، وكان يقول: لا تؤاخ من إذا غضب منك كذب عليك، وكان يقول: قد بطلت الأخوة اليوم كان الرجل يحفظ أولاد أخيه من بعده ويعولهم حتى يبلغوا رشدهم كأنهم أولاده، وكان يقول: ليس بأخيك من إذا منعته شيئا طلبه غضب منك، وكان يقول: كان لقمان قاضيا على بني إسرائيل مع كونه عبدا حبشيا لصدقه في الحديث وتركه ما لا يعنيه، وكان يقول طول الصراط خمسة عشر ألف فرسخ فانظر يا أخي أي رجل تكون.
وسأله إسحاق بن إبراهيم أن يحدثه فقال له الفضيل رضي الله عنه: لو طلبت مني الدنانير لكان أيسر علي من الحديث ولو أنك يا مفتون عملت بما علمت لكان لك شغل عن سماع الحديث وكان رضي الله عنه يقول: من قرأ القرآن سئل يوم القيامة كما تسأل الأساء عليهم الصلاة والسلام عن تبليغ الرسالة فإنه وارثهم، وكان يقول عالم الآخرة علمه مستور وعالم الدنيا علمه منشور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا أن تجالسوه فإنه يفتنكم بغروره وزخرفته ودعواه الحمل من غير عمل أو العمل من غير صدق، وكان رضي الله عنه يقول: لو أن أهل العلم زهدوا في الدنيا لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقادت الناس لهم ولكن بذلوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا بذلك مما في أيديهم فذلوا وهانوا على الناس ومن علامة الزهاد أن يفرحوا إذا وصفوا بالجهل عند الأمراء ومن داناهم وكان رضي الله عنه يقول: من عرف ما يدخل جوفه كان عند الله صديقا، فانظر من أين يكون مطعمك يا مسكين.
ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور
رضي الله عنه
كان من كورة بلخ من أولاد الملوك ومن كلامه رضي الله عنه: من علامة العارف بالله أن يكون أكبر همه الخير والعبادة وأكثر كلامه الثناء والمدحة وكان رضي الله عنه يتمثل كثيرا بهذا البيت:
للقمة بجريش الملح آكلها ... ألذ من تمرة تخشى بزنبور
قلت: ومعنى حشوها بزنبور أن يكون في باطنها علة كأن يعطاها لأجل دينه وصلاحه ولولا ذلك ما أعطاها له فمن أدب هذه أن ترد على صاحبها ولا يقبل إلا ممن يعلم منه أنه يحبه على أي حال كان فهذه هي التي ليس فيها زنبور والله أعلم.
وكان رضي الله عنه يقول: أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان وفي العمل وفي الأجر ومن لم يعمل رحل من الدنيا إلى الآخرة صفر اليدين.
وصحب رضي الله عنه رجلا فلما أراد أن يفارقه قال له الرجل: إن كنت رأيت في عيبا
فنبهني عليه فقال له إبراهيم: لم أر فيك يا أخي عيبا لأني لاحظتك بعين الوداد فاستحسنت كل ما رأيته منك فاسأل غيري وكان رضي الله عنه يقول: إني لأتمنى المرض حتى لا تجب علي الصلاة في جماعة ولا أرى الناس ولا، يروني وكان يغلق بابه من خارج فيجيء الناس فيجدونه مغلقا فيذهبون وكان رضي الله عنه يقول في تفسير قوله تعالى: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض " " القصص: 83 " من حب العلو أن تستحسن شسع نعلك على شسع نعل أخيك وكان يقول ثلاثة لا يلامون على ضجر: المريض والصائم والمسافر، وكان يقول: بلغني أن العبد يحاسب يوم القيامة بحضرة من يعرفه ليكون أبلغ في فضيحته وكان يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة بعلم أو عمل أو كرم، وكان رضي الله عنه إذا لم يجد الطعام الحلال يأكل التراب، ومكث شهرا يأكل الطين وقال: لولا أخاف أن أعين على نفسي ما كان لي طعام إلا الطين حتى أجد الحلال إلى أن أموت وكان يقلل الطعام والأكل ما استطاع ويقول لا يحتمل الحلال للصرف حتى كان يصلي خمس عشرة صلاة بوضوء واحد وكان رضي الله عنه يقول اطلبوا العلم للعمل فإن أكثر الناس قد غلطوا حتى صار علمهم كالجبال وعملهم كالذر وكنت إذا رأيته كأنه ليس فيه روح ولو نفخته الريح لوقع وقال له بعض العلماء عظني، فقال: كن ذنبا ولا تكن رأسا فإن الذنب ينجو والرأس يذهب، وكتب إليه الأوزاعي رحمه الله تعالى إني أريد أن أصحبك يا إبراهيم فكتب إليه إبراهيم رضي الله عنه إن الطير إذا طار مع غير شكله طار الطير وتركه والله أعلم.
ومنهم أبو الفيض ذو النون المصري
رضي الله تعالى عنه
Halaman 59