Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
بعداوة رجل واحد، وكان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبد خيرا أمات عياله وخلاه للعبادة، وكان يقول: الطمع يشين العالم، وكان يقول: ذم الرجل نفسه في العلانية مدح لها.
وقيل له هل في البصرة منافق، فقال: لو خرج المنافقون منها لاستوحشت، وكان يقول: أكرم إخوانك يدم لك ودهم، وكان يقول: لو نظرت يا بن آدم إلى سير أجلك لأبغضت غرور أطك، وكان رضي الله عنه إذا جلس يجلس كالأمير، فإذا تكلم يتكلم كلام رجل قد أمر به إلى النار، وكان رضي الله عنه يقول: من لبس الصوف تواضعا لله عز وجل زاده نورا في بصره وقلبه، ومن لبسه للتكبر والخيلاء كور في جهنم مع المردة.
وكان ينشد ويقول:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
وكان يقول: وددت أن أكلت أكلة تصير في جوفي مثل الأجرة فإنه بلغنا أنها تبقى في الماء ثلاثمائة سنة، وقيل له مرة إن الفقهاء يقولون كذا وكذا فقال: وهل رأيتم فقيها قط بأعينكم إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بذنبه المداوم على عبادة ربه عز وجل، وكان يحلف بالله أنه ما أعز أحد الدراهم إلا أذله الله، وكان إذا استأذن عليه أحد من إخوانه، فمان كان عنده طعام أذن له وإلا خرج إليه ولا يتكلف فيما حضر، وكان يقول: كانوا يقولون لسان الحكيم من وراء قلبه إن أراد أن يقول يرجع إلى قلبه فإن كان له قال، وإلا أمسك، وإن الجاهل قلبه في طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه ما أتى على لسانه تكلم به، وكان يقول: الناس ينظرون الله يوم القيامة كما شاء بلا إحاطة، وكان يقول الدنيا مطيتك إن ركبتها حملتك وإن ركبتك قتلتك، وكان يقول: ورع العلماء في الدنيا والأموال، وكان يقول: إذا رأيت في ولدك ما تكره فاعلم أنه شيء تراد به أنت فأحسن، وكان يقول: إذا أردت عداوة رجل فإن كان مطيعا فإياك وإياه فإن الله تعالى لا يسلمه إليك، ولا يخلي بينك وبينه وإن كان عاصيا فقد كفيت مؤنته فلا تتعب نفسك بعداوته، وكان يقول: كل من اتبع طاعة الله لزمتك مودته، ومن أحب رجلا صالحا فكأنما أحب الله، وكان يقول: ما رأينا أحدا طلب الدنيا فأدرك الآخرة بها أبدا، بخلاف العكس، وكان يقول: يبعث الله أقواما يطلبون هذا العلم حسبة ليس لهم فيه نية فيتعبهم في طلبه كي لا يضيع العلم وتبقى عليهم تبعته، وكان يقول الإسلام أن تسلم قلبك لله فيسلم منك كل مسلم، وكان رضي الله عنه يقول: المحب سكران لا يفيق إلا عند مشاهدة محبوبه.
ومنهم سعيد بن المسيب
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول لنفسه: إذا دخل الليل قومي يا مأوي كل شيء والله لأدعنك تزحفين زحف البعير، فكان يصبح وقدماه منتفختان فيقول لنفسه: إذا أمرت ولذا خلقت، وكان رضي الله عنه يقول: لا خير فيمن لا بجمع الدنيا يصون بها دينه وجسمه ويصل بها رحمه، وكان يقول: ما فاتتني فريضة في جماعة منذ أربعين سنة، وما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد أو صلى رضي الله عنه الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة، وكان يقول: وقد أتت عليه أربع وثمانون سنة ما شيء أخوف عندي من النساء، وكان يقول: الناس كلهم تحت كنف الله يعملون أعمالهم، فإذا أراد الله عز وجل فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه، فبدت للناس عورته، وكان رضي الله عنه يقول: لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة.
وضربه عبد الملك بن مروان وألبسه المسوح، وطاف به أسواق المدينة حين امتنع من بايعته، ومنع الناس من مجالسته فكان يقول: لا أحد يجالسني فإنهم قد جلدوني ومنعوا الناس من مجالستي فيرجع الناس عنه، وكان رضي الله عنه يقول: لا تقولوا مسيجدا، ولا مصيحفا بالتصغير فتصغروا ما كان لله تعالى، فهو عظيم جليل، وكان يقول: من استغنى بالله افتقر الناس إليه، وكان الناس يستأذنون عليه من هيبته كما يستأذنون على الأمراء، وكان يقول: ليس من شريف ولا عالم ولا في فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله كثر من نقصه وهب نقصه لفضله رضي الله عنه.
ومنهم عروة بن الزبير بن العوام
رضي الله عنه
كان رضي الله عنه يقول: إذا رأيتم من رجل حسنة فأحبوه عليها، واعلموا أن لها عنده أخوات، وكذلك إذا رأيتم منه سيئة فأبغضوه عليها، واعلموا أن لها عنده أخوات، وكان رضي الله عنه يقول: كان داود عليه السلام يصنع
Halaman 26