196

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Penerbit

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Tahun Penerbitan

1315 هـ

عالم اللطافة ومحض الخير ويمانعها حكم كونها الترابي الجسمي فيحصل الرفض، والتردد، وربما صحب صاحبها حسرة على عدم خلوه عن العوائق عن ذلك فيثور هنالك عويل، ولطم، وبكاء، وعنف في الحركة، وتمزيق في الثياب، والجلد، وربما قوى حال النفس عليها ففارقت بدنها المعارف، وحصل الموت وأطال في ذلك.

وكان يقول: كلما كان حادي القوم مناسبا لهم في عشقهم، وحالهم كان أكثر تأثيرا فيهم، وكان يقول: من شأن الإمام الهادي أن لا يغفل عن تطهير قلوب المريدين الطائفين على مظاهر الحق " أن طهرا بيتي للطائفين والقائمين " أي بالقسط " والركع السجود " بالاقتراب الإيماني الحسي، وأطال في ذلك، وكان رضي الله عنه يقول: أهل كل، ولي من جاءه بقلب سليم من الحظوظ، والشهوات البهيمة ألا ترى أن أهل العروس ليس إلا الذين لا ينظرون إليها بشهوة بهيمية إما والد أو أخ أو عم، وأما الزوج فإنما ينظر إليها بإرادة أمرية لا بشهوة بهيمية وقد نهيت النساء من إظهار، وجوههن، وظهورهن، وما يخفين من زينتهن إلا لقرابة أو غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، وهم أمثال الضعفاء العقول المقلدين بالتصميم لأهل النظر القاصر عن إدراك الحقائق فهكذا حال كل مريد جاء إلى حضرة أستاذ بالصدق كان من أهله وعليه تنكشف عورته وتتجلى أسراره، ومن لا فلا فافهم، وكان يقول: اطلب من نفسك الصدق في معرفة خصوصية أهل التخصيص ومحبتك لهم تنل منهم ما تريد، ولا تطلب منهم أن يشغلوا قلوبهم بك، وتهمل أنت أمر نفسك فإن ذلك قليل الجدوى، وكان يقول: الأسباب للأمور الناشئة عن الكسب كالماء للزرع متى انقطع عنه الماء مات، وكذلك المتفكرون متى تركوا التفكر عطلت معتقداتهم النظرية، وكذلك المتقشفون متى تركوا تقشفاتهم بطلت تأثيراتهم الكونية، ومكاشفاتهم الصورية فافهم، وما كان وهبا من الله تعالى فهو باق، وكان رضي الله عنه يقول: من كتم سره ملك أمره، ولم يكتم شيئا من أظهر من الأحوال ما يدل عليه فلا تظهر لقومك إلا ما تعرف منهم قبوله منك " لا تقصص رؤياك على أخوتك " " يوسف: 5 " الآية وكان يقول: حقيقة الشكر الكامل أن يشهد العبد شكره لله تعالى من الله، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه فافهم، ولا يشكر الله حقيقة إلا الله، والعبد عاجز عن ذلك، وكان رضي عنه يقول: إذا علمت من أستاذك الإطلاع على جميع أحوالك فقد عرضت عليه صحيفتك فقرأها فإما يشكرك، وإما يستغفر لك ربك فاسمع لهذا، وأطع، وإن أعطاك الله تعالى أنت بصيرة علمت بها ذلك فقد أوتيت كتابك تقرؤه فإن علمت بما فيه من الصالحات فقد أوتيت كتابك بيمينك، وإن خالفت ما فيه فقد أوتيت كتابك بشمالك، وإن أغفلت النظر فيه فقد أوتيته، وراء ظهرك، وحيث جاءك هذا البيان فاقرأ كتابك، وحرر حسابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: أئمة الهدى في أمان الله عز وجل، وإنما يبكون، ويتضرعون لأجل اتباعهم إما ليعلموهم كيف يعملون، وإما أنها شفاعة غيبية فافهم، ولا شك أن التعليم أيضا شفاعة فمن تعلم، وعمل فقد قبلت فيه الشفاعة فانتفع، ومن لا فلا " فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين ".

وكان يقول: الكشف من ربك العليم، والغطاء من وهمك البهيم فلا تستعن على الكشف بوهمك فإنه لا يزيدك إلا غطاء ولا تخش من ربك منعا عند صدق توجهك لجوده فإنه لا يوجدك إلا إعطاء فافهم، وكان رضي الله عنه يقول: لما كانت حواء مظهر صورة شهوة آدم الباطنة كانت المرأة لا ترى قط إلا شهوة جسمية لا تدري ما فوق ذلك، ولا تتوجه همتها إلى أعلى منه، ولا تنظر قط في العواقب، وإنما تسرع إلى ما حرك الوهم البهيم شهواتها إليه، وكان يقول: كم شيء كمال في الخلق نقص في الحق كالأزواج، والذرية فإن قيل لولا الزواج ما حصل النتاج فقل لهم بل كان يحصل من حيث حصل في آدم عليه السلام ولكن محض التعريض للأسباب هو أكلة النهي الموجبة لتسليط ما في الضرورات من العقاب فافهم وكان يقول في قوله تعالى: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " " الأعراف: 31 " المراد بالزينة هنا المكارم، والمحامد، والفضائل فهذه هي الزينة للنفوس الآدمية، وضد ذلك من زينة البهائم، والمراد بكل مسجد هو كل هاد للخلق بنوره، ومرشدهم إلى حسن العبودية فافهم قال الله تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير " " الأعراف: 26 " الآية، وكان يقول: الحق مفطور على صورة الحق فهي حياته وشبابه فإذا

Halaman 26