156

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Penerbit

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Tahun Penerbitan

1315 هـ

بطندتا، ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك، فسافرت، فأضافني غالب أهلها، وجماعة المقام ذلك اليوم كلهم بطبيخ الملوخية، ثم رأيته بعد ذلك، وقد، أوقفني على جسر قحافة تجاه طندتا فوجدته سورا محيطا، وقال: قف هنا ادخل على من شئت وامنع من شئت، ولما دخلت بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها، فجاءني، وأخذني، وهي معي، وفرش لي فرشا فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء، والأموات إليه، وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة، وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان، وأربعين، وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول: أبطأ عبد الوهاب ما جاء، وأردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه، ومعه جريدة خضراء، وهو يدعو الناس من سائر الأقطار، والناس خلفه، ويمينه، وشماله أمم وخلائق لا يحصون فمر علي، وأنا بمصر، فقال: أما تذهب فقلت بي وجع فقال: الوجع لا يمنع المحب ثم أراني خلقا كثيرا من الأولياء، وغيرهم الأحياء، والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ثم أراني جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين يزحفون على مقاعدهم، فقال: انظر إلى هؤلاء في هذا الحال، ولا يتخلفون فقوي عزمي على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لا بد من الترسيم عليك فرسم على سبعين عظيمين أسودين كالأفيال، وقال: لا تفارقاه حتى تحضرا به، فأخبرت بذلك سيدي الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه فقال: سائر الأولياء يدعون الناس بقصادهم.

وسيدي أحمد رضي الله عنه يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ثم قال: إن سيدي الشيخ محمد السروي رضي الله تعالى عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه، وقال: موضع يحضر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأنبياء عليهم الصلاة، والسلام معه، وأصحابهم، والأولياء رضي الله عنهم ما تحضره، فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين، وفات الاجتماع فكان يلمس ثيابهم، ويمر بها على وجهه انتهى، وقد اجتمعت مرة أنا، وأخي أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى بولي من أولياء الهند بمصر المحروسة فقال رضي الله عنه: ضيفوني فإني غريب وكان معه عشرة أنفس فصنعت له فطيرا وعسلا فكل فقلت له من أي البلاد فقال: من الهند فقلت: ما حاجتك في مصر فقال: حضرنا مولد سيدي أحمد رضي الله عنه فقلت له: متى خرجت من الهند فقال: خرجنا يوم الثلاثاء فنمنا ليلة الأربعاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وليلة الخميس عند الشيخ عبد القادر ببغداد، وليلة الجمعة عند سيدي أحمد رضي الله عنه بطندتا فتعجبنا من ذلك فقال: الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله عز وجل واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المولد طلعة الشمس فقلنا لهم: من عرفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند فقالوا: يا لله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلا ببركة سيدي أحمد رضي الله عنه، وهو من أعظم إيمانهم، وهل أحد يجهل سيدي أحمد رضي الله عنه إن أولياء ما وراء البحر المحيط، وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضي الله عنه، وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه أن شخصا أنكر حضور مولده، فسلب الإيمان، فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه فقال: والنساء فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه: ذلك واقع في الطواف، ولم يمنع أحد منه، ثم قال: وعزة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب، وحسنت توبته، وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار، وأحميهم من بعضهم بعضا أفيعجزني الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي، وحكى لي شيخنا أيضا أن سيدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة أخذ العلماء بالمحلة الكبرى، وأحد الصالحين، لما كان لمصر فجاء إلى، بولاق، فوجد الناس، مهتمين بأمر الولد، والنزول في المراكب، فأنكر ذلك، وقال: هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وسلم مثل اهتمامهم بأحمد البدوي فقال له شخص: سيدي أحمد ولي عظيم فقال: في هذا المجلس من هو أعلى منه مقاما، فعزم عليه شخص، فأطعمه سمكا فدخلت حلقه شوكة تصلبت، فلم يقدروا على نزولها بدهن عطاس، ولا بحيلة من الحيل وورمت رقبته حتى صارت كخلاية النحل تسعة شهور، وهو لا يلتذ بطعام، ولا شرب، ولا منام، وأنساه الله تعالى السبب.

فبعد

Halaman 158