Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Penerbit
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Tahun Penerbitan
1315 هـ
مناجاته أنا علي رضي الله عنه في حملاته أنا كل ولي في الأرض خلعته بيدي ألبس منهم من شئت أنا في السماء شاهدت ربي، وعلى الكرسي خاطبته أنا بيدي أبواب النار غلقتها، وبيدي جنة الفردوس فتحتها من زارني أسكنته جنة الفردوس، واعلم يا ولدي أن أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون متصلون بالله، وما كان ولي متصلا بالله تعالى إلا، وهو يناجي ربه كما كان موسى عليه السلام يناجي ربه، وما من ولي إلا، ويحمل على الكفار كما كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحمل، وقد كنت أنا أولياء الله تعالى أشياخا في الأزل بين يدي قديم الأزل، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل خلقني من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء بيدي، فخلعت عليهم بيدي، وقال: لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا إبراهيم أنت نقيب عليهم فكنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخي عبد القادر خلفي، وابن الرفاعي خلف عبد القادر ثم التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لي يا إبراهيم سر إلى مالك وقل: له يغلق النيران. وسر إلى رضوان، وقل له يفتح الجنان ففعل مالك ما أمر به ورضوان ما أمر به وأطال في معاني هذا الكلام ثم قال: رضي الله عنه، وما يعلم ما قلته إلا من انخلع من كثافة حجبه، وصار مروحنا كالملائكة. قلت: وهذا الكلام من مقام الاستطالة تعطي الرتبة صاحبها أن ينطق بما ينطق وقد سبقه إلى نحو ذلك الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه، وغيره فلا ينبغي مخالفته إلا بنص صريح والسلام.
وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد بن أبي الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن أبي القاسم بن جعفر الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضي الله عنهم أجمعين.
تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ثم اقتفى آثار السادة الصوفية، وجلس في مرتبة الشيخوخة وحمل الراية البيضاء، وعاش من العمر ثلاثا وأربعين سنة، ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس، والهوى، والشيطان حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضي الله تعالى عنه.
ومن نظمه رضي الله تعالى عنه ورحمه:
سقاني محبوبي بكأس المحبة ... فتهت عن العشاق سكرا بخلوتي
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا ... لصم الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقي لمن كان حاضرا ... أطوف عليهم كرة بعد كرة
ونادمني سرا بسر وحكمة ... وإن رسول الله شيخي وقدوتي
وعاهدني عهدا حفظت لعهده ... وعشت وثيقا صادقا بمحبتي
وحكمي في سائر الأرض كلها ... وفي الجن، والأشباح، والمردية
وفي أرض صين الصين، والشرق كلها ... لأقصى بلاد الله صحت ولايتي
أنا الحرف لا أقرأ لكل مناظر ... وكل الورى من أمر ربي رعيتي
وكم عالم قد جاءنا، وهو منكر ... فصار بفضل الله من أهل خرقتي
وما قلت هذا القول: فخرا، وإنما ... أتى الإذن كي لا يجهلون طريقتي
وله أيضا عفا الله عنا به:
تجلى لي المحبوب في كل وجهة ... فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائري ... فقال أتدري من أنا قلت منيتي
فأنت مناي بل أنا أنت دائما ... إذا كنت أنت اليوم عين حقيقتي
فقال: كذاك الأمر لكنه إذا ... تعينت الأشياء كنت كنسختي
فأوصلت ذاتي باتحادي بذاته ... بغير حلول بل بتحقيق نسبتي
فصرت فناء في بقاء مؤبد ... لذات بديمومة سر مدية
وغيبني عني فأصبحت سائلا ... لذاتي عن ذاتي لشغلي بغيبتي
وأنظر في مرآة ذاتي مشاهدا ... لذاتي بذاتي، وهي غاية بغيتي
فأغدوا، وأمري بين أمرين واقف ... علومي تمحوني، ووهمي مثبتي
خبأت له في جنة القلب منزلا ... ترفع عن دعد وهند وعلوة
أنا ذلك القطب المبارك أمره ... فإق مدار الكل من حول ذروتي
أنا شمس إشراق العقول، ولم أفل ... ولا غبت إلا عن قلوب عمية
يروني في المرآة، وهي صدية ... وليس يروني بالمرآة الصقيلة
وبي قامت الأنباء في كل أمة ... بمختلف الآراء، والكل أمتي
ولا جامع إلا، ولي فيه منبر ... وفي حضرة المختار فزت ببغيتي
Halaman 154