83

Lawamic Anwar

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية

Penerbit

مؤسسة الخافقين ومكتبتها

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1402 AH

Lokasi Penerbit

دمشق

(الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ): الْيُونُسِيَّةُ وَهُمْ أَتْبَاعُ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَمِّيِّ، قَالَ الصَّلَاحُ الصَّفَدِيُّ فِي الْوَافِي بِالْوَفِيَاتِ: كَانَ يُونُسُ عَلَى مَذْهَبِ الْقَطْعِيَّةِ فِي الْإِمَامَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفْرَطَ فِي التَّشْبِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - يَحْمِلُهُ حَمَلَةُ عَرْشِهِ، وَهُوَ أَقْوَى مِنْهُمْ كَمَا أَنَّ الطَّائِرَ الْمَعْرُوفَ بِالْكُرْكِيِّ تَحْمِلُهُ رِجْلَاهُ، وَهُوَ أَقْوَى مِنْ رِجْلَيْهِ. وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ - تَعَالَى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٧]، وَهَذَا الِاسْتِدْلَالُ خَطَأٌ مِنْهُ، فَإِنَّ الْآيَةَ مُصَرِّحَةٌ بِأَنَّ الْعَرْشَ هُوَ الْمَحْمُولُ. (الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ): النُّعْمَانِيَّةُ وَهُمْ أَتْبَاعُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - نُورٌ غَيْرُ جُسْمَانِيٍّ عَلَى صُورَةِ إِنْسَانٍ، وَإِنَّمَا يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ بَعْدَ حُدُوثِهَا. (الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ): الرِّزَامِيَّةُ، قَالُوا: الْإِمَامَةُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، ثُمَّ لِأَوْلَادِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، ثُمَّ حَلَّ الْإِلَهُ فِي أَبِي مُسْلِمٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَاسْتَحَلُّوا الْمَحَارِمَ. (الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ): الْمُفَوِّضَةُ، قَالُوا: اللَّهُ - تَعَالَى - فَوَّضَ خَلْقَ الْعَالَمِ إِلَى مُحَمَّدٍ ﷺ. (السَّادِسَةَ عَشْرَةَ): الْبِدَائِيَّةُ، جَوَّزُوا الْبِدَاءَ عَلَى اللَّهِ. (السَّابِعَةَ عَشْرَةَ): النَّصِيرِيَّةُ، قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - حَلَّ فِي عَلِيٍّ ﵁. (الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ): الْإِسْمَاعِيلِيَّةُ وَيُلَقَّبُونَ بِالْبَاطِنِيَّةِ ; لِقَوْلِهِمْ بِبَاطِنِ الْكِتَابِ، وَأَصْلُ دَعْوَتِهِمْ مَبْنِيَّةٌ عَلَى إِبْطَالِ الشَّرَائِعِ وَانْتِقَاصِ الدِّينِ، فَإِنَّ قَوْمًا مِنَ الْمَجُوسِ رَامُوا عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ، وَاخْتِلَافِ الْكَلِمَةِ، وَتَبَايُنِ الدُّوَلِ، كَسْرَ شَوْكَةِ الْإِسْلَامِ، وَانْتِقَاضَ عُرَى الدِّينِ، وَلَمْ يُمْكِنْهُمُ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ، وَلَا إِعْلَانُ مَا قَصَدُوهُ مِنَ الْإِفْكِ وَالْمَهَالِكِ، فَأَخَذُوا فِي تَأْوِيلِ الشَّرِيعَةِ عَلَى وَجْهٍ يَعُودُ إِلَى قَوَاعِدِ أَسْلَافِهِمْ، وَرَأْسُهُمْ فِي ذَلِكَ (حَمْدَانُ قِرْمِطٌ)، وَمِنْهُمْ بَلْ صَاحِبُ إِظْهَارِ دَعْوَتِهِمْ (أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ)، فَظَهَرَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَالْقَرَامِطَةِ، فَقَوِيَ أَمْرُهُ، وَقَتَلَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْقُرَى، ثُمَّ قُتِلَ أَبُو سَعِيدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِمِائَةٍ، قَتَلَهُ خَادِمٌ لَهُ فِي الْحَمَّامِ، وَقَامَ مَقَامَهُ وَلَدُهُ أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْحَسَنِ بْنِ بَهْرَامَ الْقِرْمِطِيُّ، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى هَجَرِ الْقَطِيفِ وَالْإِحْسَاءِ وَسَائِرِ بِلَادِ الْبَحْرَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَافَى حُجَّاجَ الْمُسْلِمِينَ أَبُو طَاهِرٍ الْقِرْمِطِيُّ بِمَكَّةَ

1 / 83