247

Lawaih Anwar

لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية

Penyiasat

عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري

Penerbit

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وذكر الحافظ ابن الجوزي في كتابه الوفاء عن الإمام أبي الوفاء ابن عقيل أنه قال: حكى لي أبو محمد بن مسلم النحوي قال: كنا نتذاكر إعجاز القرآن، وكان ثم شيخ كثير الفضل، فقال: ما فيه ما يعجز العقلاء عنه، ثم ارتقى إلى غرفة ومعه صحيفة ومحبرة ووعد أنه سيباديهم بعد ثلاثة أيام بما يعمله مما يضاهي القرآن، فلما انقضت الأيام الثلاثة صعد واحد فوجده مستندا يابسًا وفد جفت يده على القلم (١). قلت: وبمثل هذه الحكاية يتعلق القائلون بالصرفة، وليس لهم في ذلك حجة لعدم حصر الهلاك فيها، بل لما عجز أهلكه اللَّه كمدًا، ولتجريه على ما ليس في وسعه وقدرته (٢) واللَّه أعلم. الرابع: كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يأتون بالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة لأقوامهم الكافرة، وأممهم الفاجرة، فكان كل نبي تقع معجزتة مناسبة لحال قومه (٣). كما كان السحر فاشيًا عند فرعون وقومه، فجاء موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا فبسوا (٤)، وانصدعوا واحتاروا وانقمعوا

(١) انظر: الوفاء (١/ ٢٦٨). (٢) انظر: لوامع الأنوار (١/ ١٧٦). (٣) ممن ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ. . .﴾ [آل عمران: ٤٩] (٢/ ١٤٢)؛ وذكره ابن عطية في مقدمة تفسيره (١/ ٤٠)؛ والزركشي في البرهان (٢/ ٩٧ - ٩٨)؛ والسيوطي في الإتقان (٤/ ٩). (٤) بسوا: كذا في الأصل؛ وفي اللوامع للمؤلف (١/ ١٧٧). وفي "ظ" بئسوا، ومعنى بسوا. =

1 / 252