171

باب ذم الولد

قال بعض حكماء العرب: من سره بنوه، ساءته نفسه. وكان يحيى بن خالد يقول: ما رأى أحد في ولده ما يحب إلا رأى في نفسه ما يكره. وقال ابن الرومي في معناه:

كم من سرور لي بمو

لود أؤمله يعد

وبأن يهدني الزما

ن رأيت منته أشد

ومن العجائب أن أسر

ر بمن يشد بما أهد «1»

وقل ابن المعتز في فصوله: أفقرك الولد أو عاداك. وفي المبهج:

إذا ترعرع الولد ترعرع الوالد.

وقيل لعيسى عليه السلام: هل لك في الولد؟ فقال: ما حاجتي إلى من إن عاش كدني، وإن مات هدني. وقيل لبعض النساك: ما بالك لا تبتغي في ما كتب الله لك؟! قال سمعا لأمر الله، ولا مرحبا بمن إن عاش فتنني، وإن مات أحزنني: يريد قوله تعالى: أنما أموالكم وأولادكم فتنة*

. وقال حكيم في ذم الأولاد: ملوك صغارا، وأعداء كبارا؛ يريد قوله تعالى: إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم

. ويقال: من أراد أن يذوق الحلاوة والمرارة فليتخذ ولدا. وينشد لأبي سهل سعيد بن عبد الله الثكلي:

Halaman 176