============================================================
لطائف النن ان المحب إذا تمكن فى الهوى والحب لم يحتج إلى ميقات وجاءه الفقيه مكين الدين الأسمر فقال له: يا سيذى رأيت ليلة القدر ولكن ليست كما أراها كل سنة، رأيتها هذه السنة ولا نور لها، فقال الشيخ نورك طمس نورها يا مكين الدين ولقد كنت مع الشيخ مكين الدين هذا بالجامع الغربى في الأكندرية فى العشر الأخيرة من رمضان ليلة ت وعشرين فقال الشيخ مكين الدين: أنا الساعة أرى ملائكة صاعدة وهابطة فى تهيئة وتعبئة أرأيت يأهب أهل العرس له قبلة بليلة كذلك رأيتهم، فلما كانت الليلة الثانية وهى ليلة سبع وعشرين وكانت ليلة جمعة قال: أنا الباعة أرى ملائكة معهم أطباق من نور اللك توازى مثذنة الجامع وفوق ذلك، وهذه هى ليلة القدر، فلما كانت الليلة الثالثة وهى ليلة ثمانية وعشرون قال: رأيت هذه الليلة كالمتغيظة وهى تقول هب أن لليلة القدر حقا يرعى، أما لى حق يرعى، وكان الشيخ مكين الدين من أرباب البصائر، ومن النافذين إلى الله ف، وكان الشيخ أبو الحسن يقول عته: بينكم رجل يقال له ابن منصور اسمر اللون أبيض القلب والله إنه ليكاشفنى وأنا مع أهلى وعلى فراشى، ومرة أخرى قال فيه ما سلكت غيبا من غيوب الله إلا وعامته منه تخت قدمى: ولقد أخبرنى الشيخ مكين الدين هذا قال: دخلت مسجد النبى بالأسكندرية بالديماس فوجدت النبى المدفون هناك قائما يصلى وعليه عباءة مخططة فقال لى: تقدم فصل، قلت له: تقدم أنت أفضل فانكم من أمة نبى لا يتبغى التقدم عليه، قال: فقلت له بحق هذا التبى الا تقدمت فصليت، فقلت: بحق هذا النبى، إلا وقد وضع فمه على فمى اجلالا للفظة النبى وقال: تقدم إننا نصلى كى لا تبرز فى الهواء، قال: فتقدمت وصليت .
وأخبرنى الشيخ مكين الدين أيضا قال: بت بالقرافة ليلة جمعة فلما قام الزوار قمت معهم وهم يتلون الى أن انتهوا فى التلاوة إلى سورة يوسف ومنها إلى قوله تعالى (وجاء أخوة يوسف ) وانتهوا فى الزيارة إلى قبور أخوة يوسف، فرأيت القبر قد انشق وطلع منه انسان طويل خفيف الشعر واللحية صغير الراس آدم اللون وهو يقول من أخبركم بقصتتا؟
هكذا كانت قصتتا ولقد كنت يوما مضجعا وأنا ساكن مطمئن فأجد في قلبى انزعاجا على بغتة وباعثا يبعتنى على الاجتماع بالشيخ مكين الدين فقمت سرعا فرققت عليه الباب فخرج ، فلما
Halaman 92