============================================================
لطائف المنن بطال صادفت وقت إجابة فسالت الله دينارا، أهلا سألت الله كما سأله أبو العباس سأله أن يكفيه هم الدنيا وعذاب الآخرة، وقد استجاب الله تعالى له ذلك.
وقال قليه كنت جالسا بين يدى الأستاذ فدخل عليه جماعة من الصالحين، فلما خرجوا من عنده قال: هؤلاء الأبدال، فنظرت بيصيرتى فلم أجدهم أبدالا، فتحيرت بين ما أخبر به الشيخ وبين ما شهدته بصيرتى، فبعد ذلك بأيام قال الشيخ: من بدلت سيئاته حسنات فهو بدل، فعلمت أن الشيخ أراد أول مراتب البدلية.
وأخبرنى الشيخ العارف نجم الدين الأصفهانى قال: قال لى الشيخ أبو العباس يوما ما اسم كذا وكذا بالعجمية؟ فخطر لى أن الشيخ يجب أن يقف على اللغة العجمية، فأتيت له بكتاب الترجمان فقال الشيخ ما هذا الكتاب؟ قلت: سل ما شئت بالعجمية أجييك بالعربية، أو سل ما شئت بالعربية أجيبك بالعجمية، فسألته بالعجمية فأجبنى بالعربية، وسألته بالعربية فأجابنى بالعجمية، وقال يا عبد الله ما أردت بقول ما اسم كذا؟
إلا مباسطتك، وإلا فلا يكون صاحب هذا الشأن ويخفى عليه شىء من الألسنة .
وأخيرنى أيضا قال: قال لى الشيخ أبو العباس يوما: كم بين بلدة كذا وبلدة كذا من نهر لبلدتين من بلاد العجم؟ فقلت أربعة أنهار فقال: والنهر الذى غرفت فيه، فذكرت انى تسيت نهرا أتيت لأخوضه فكدت أن أغرق فيه وأخبرنى العارف ياقوت قال: عزم على إنسان فقدم لى طعاما فرأيت عليه ظلمة كالكب، فقلت فى نفسى: هذا حرام فامتنعت من أكله، ثم دخلت على الشيخ أبى العباس فقال لى أول ما جلست: ومن جهل بعض المريدين أن يقدم له طعام فيرى عليه ظلمة فيقول هذا حرام، يا مسكين ما يساوى ورعك بسوء ظنك، هل قلت: هذا طعام لم يردن الله به ودخلت أنا عليه وفى نفسى ترك الأسباب والتجرد وترك الاشتغال بالعلم الظاهر قائلا: إن الوصول إلى الله لا يكون على هذه الحالة، فقال لى من غير أن أبدى له شيئا: صحبنى بقوص إنسان يقال له ابن تاشى، وكان مدرسأ بها ونائب الحكم، فذاق من هذا الطريق شيئأ على يدينا، فقال: يا سيدى اترك ما أتا فيه وأتفرغ لصحبتك؟ فقلت له: ليس الشأن ذا ولكن امكث فيما أقامك الله، وما قبم لك غلى أيدينا هو إليك واصل، ثم قال: هكذا شأن الصديقين لا يخرجون من شىء حتى يكون الحق هو الذى يتولى إخراجهم فخرجت من عندد وقد غسل الله تلك الخواطر من قلبى وكأنها كانت توبا نزعته، ورضيت
Halaman 70