============================================================
مكتبة القاهرة الفائدة الأولى: قول حنظلة نافق حنظلة، التفاق مأخوذ من تافقهاء اليربوع وهو أن يجعل لبيته بابين متى طلب إحداهما خرج من الآخر، كذلك المتافق يظهر بظاهر الايمان وله مسرب من الكفر باطن إذا عاتبه أهل الكفر على ما أظهر من الإيمان فتح مسربا من باطن كفره ليسلم من عتابهم، وإذا ظهرت عليه رتبة أهل التفاق فعوتب عليها تصون من ذلك بظاهر الإيمان الذى اظهره، ولذلك أخبر الله عنهم بقوله ( وإذا لقوا الذين آمتوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(1 فلما رأى حنظلة أنه يكون عند رسول الله كل على حاله فإذا خرج وحاول أسباب الدنيا تغير حاله فلم يبق على تحو فا كان عليه عند رسول الله ع خاف أن يكون ذلك نفاقا لاختلاف حالتيه فشكا ذلك إلى رسول الله ل وحمله الايمان أن يظهر ذلك ليطلب الشفاء منه ويشكوا داثه لمن يكون الدواء عنده، فلما شكا ذلك لأبى يكر ظ قال له أبو بكر: إتا للقى مثل ذلك يا حنظلة، ولم يجبه أبو بكر لأن رسول الله ل كان بين أظهرهم فلم ير أبو بكر أن يجيب حنظلة ولو أن حنظلة أتى أبو بكر بعد وفاة الرسول لأجابه .
الفائدة الثانية: تفاد من حديث حنظلة آن من حمله الصدق على إظهار ما به حصل له الشفاء، إما بأن يقال: إن ما ظننتته داء ليس بداء، وإما أن يدل من الدواء هلى ما يزيل الداء، فحنظلة قيل له ان ما ظنتته داء ليس بداء الفائدة الثالثة: قول حنظلة لرسول الله تذكرنا الجنة والنار حتى كانا رأى عين، ولم يقل حتى نراها رأى عين لما قدمناه أن الأنبياء يطالعون حقائق الأشياء، والأولياء يطالعون مثلها، فلذلك قال حنظلة كانا رأى عين، ولم يقل حتى نراها رأى عين كما قال حارثة، وكأنى انظر إلى أهل الجنة، ولم يقل نظرت إلى أهل الجنة، وقد تقدم هذا من قبل الفائدة الرابعة: ينبغى أن يقلل الدخول فى أباب الدنيا ما أمكن فهذا الصحابى يقول: فإذا خرجنا (1) (البقرة: 114)
Halaman 115