معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

Mohammed Mohiuddin Abu Zayd d. Unknown
88

معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

Penerbit

دار مشارق الأنوار للبحث العلمي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Genre-genre

١٠٦ - عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ (١)، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ (٢)، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (٣)، وَالصَّلَاةُ نُورٌ (٤)، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ (٥)، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ (٦)، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (٧)، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ

(١) قيل: معناه أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان. وقيل: معناه أن الإيمان يَجُبُّ ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء؛ لأن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقُّفه على الإيمان في معنى الشطر. وقيل: المراد بالإيمان هنا: الصلاة، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُم﴾ [البقرة: ١٤٣]، والطهارة شرط في صحة الصلاة، فصارت كالشطر، وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفًا حقيقيًّا، وهذا القول أقرب الأقوال. (٢) معناه: عِظَم أجرها، وأنه يملأ الميزان، وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال، وثِقَل الموازين وخفتها. (٣) أي: لو قُدِّر ثوابهما جسمًا لملأ ما بين السماوات والأرض، وسبب عِظَم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: «سبحان الله»، والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: «الحمد لله». والله أعلم. (٤) أي: تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يُستضاء به. وقيل: معناه أنه يكون أجرها نورًا لصاحبها يوم القيامة. (٥) معناه: الصدقة حجة على إيمان فاعلها؛ فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدَّق استُدِل بصدقته على صدق إيمانه. (٦) الصبر المحبوب في الشرع: هو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر على أنواع المكاره في الدنيا. قال إبراهيم الخواص: الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة. وقال أبو علي الدقاق: حقيقة الصبر أن لا يعترض على المقدور. والمراد: أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئًا مهتديًا مستمرًّا على الصواب. (٧) أي: تنتفع به إن تلوتَه وعملتَ به، وإلا فهو حجة عليك.

1 / 89