391

Lamha Fi Sharh Mulha

اللمحة في شرح الملحة

Editor

إبراهيم بن سالم الصاعدي

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1424 AH

Lokasi Penerbit

المدينة المنورة

فإنْ قيل: لِمَ استأثرتْ أسماء الزّمان بصلاحيّة المبهم منها، والمختصّ للظّرفيّة عن أسماء المكان؟ [٧٠/ب]
فالجواب: أنَّ أصلَ العوامل الفِعْلُ، ودلالته على الزّمان أقوى من دلالته على المكان؛ لأنّه يدلّ على الزّمان بصيغته والالتزام١، ويدلّ على المكان بالالتزام فقط؛ فلمّا٢ كانت دلالة الفعل على الزّمان قويّة تعدّى إلى المبهم منها والمختصّ، ولَمَّا كانت دلالته على المكان ضعيفة لم يتعدَّ إلى كلّ أسمائه، بل يتعدّى إلى المبهم منها٣.
وقد تُقام صفة الظّرف مقامه بعد حذفه، كقولك: (أقمتُ عنده قليلًا من النّهار) و(سامرْتُه كثيرًا من اللّيل) وتقديره: زمانًا قليلًا، وزمانًا كثيرًا.
وقد نُصِبَ بعضُ المصادر نَصْبَ٤ الظّروف في قولهم: [(أتيتُه غروب الشّمس) و(انتبهت طلوعَ الفجر٥)] ٦.

١ أي: لأنّه يدلّ على الحدث بمادّته الموضوعة له مطابقة، والحدث يستلزم الزّمان، فقد دلّ على الزّمان ثانيًا بواسطة دلالته على الحدَث بخلاف المكان؛ فإنّه يدلّ عليه التزامًا بواسطة دلالته على الحدَث فقط. الصّبّان ٢/١٣٠.
٢ في أ: فكلّما، وهو تحريف.
٣ لأنّ في الفعل دلالة عليه بالجملة، وإلى المختصّ الّذي اشتقّ من اسم ما اشتقّ منه العامل لقوّة الدّلالة عليه حينئذ. يُنظر: ابن النّاظم ٢٧٥، والأشمونيّ ٢/١٣٠.
٤ في أ: ونصب.
٥ في ب: الشّمس.
٦ ما بين المعقوفين لم يَرِد في النّسختين بهذا اللّفظ؛ والّذي ورد فيهما هو: «أتيته وقت غروب الشّمس، وانتبهت وقت طلوع الفجر» . والتّمثيل يستقيم بدون كلمة (وقت) حيث إنّ (غروب) و(طلوع) مصدران منصوبان نصب الظّروف.

1 / 450