Lamca Murdiyya
اللمعة المرضية من أشعة الاباضية
Genre-genre
ولم يكن في صدر الإسلام من الصحابة تأليف بل كانت الرجال تنقل أحكام الشريعة في صدورهم وقد عرفوا مأخذها من الكتب والسنة بما تلقوه من صاحب الشرع وأصحابه وكانوا يسمون المختصين بحمل ذلك ونقله القراء وأصحابه وكانوا يسمون المختصين بحمل ذلك ونقله القراء فهم قراء كتاب الله سبحانه وتعالى والسنة المأثورة التي هي في غالب موارده تفسير له وشرح وقد كره بعضهم كتابه العلم وأستدل بما روى عن ابي سعيد الخدري أنه أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه العلم فلم يأذن له وروى عن ابن عباس أنه نهى عن الكتابة وقال إنما ضل من كان قبلكم بالكتابة وجاء رجل إلى عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال إني كتبت كتابا أريد أن أعرض عليك فلما عرض عليه أخذه منه ومحاه بالماء وقيل له لماذا فعلت لأنهم إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ فيعرض للكتاب عارض فيفوت علمهم قالوا والكتاب مما يزاد وينقص ويغير والذي حفظ لا تغييره لأن الحافظ يتكلم بالعلم ولو لم يكن لنا شيء من التأليف أصلا لكان لنا حجة بهذا السلف الصالح ولو كان لنا من الكتب شيء يسير فقط لأحججنا عليهم بقول إبن خلدون في مقدمة تاريخه حيث قال " أعلم أنه مما أضر بالناس في تحصيل العل والوقوف على غاياته كثرة التآليف واختلاف الاصطلاحات في التعليم وتعدد طرقها ثم مطالبة المعلم والتلميذ باستحضار ذلك وحينئذ يسلم له منصب التحصيل فيحتاج إلى المتعلم إلى حفظها كلها أو أكثرها ومراعاة طرقها ولا يفي عمره بما كتب في صناعة واحدة إذا تجرد لها فيقع القصور ولا بد دون رتبة التحصيل هذا كلامة مع أنا نعترف بأن ضبط العلوم قد كان بعد زمان الصحابة في الكتابة لقوله صلى الله عليه وسلم العلم صيد والكتابة قيد قيد
Halaman 30