Cetusan Dari Kehidupanku
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Genre-genre
وحدث أن ذهب الشاعر الرقيق صالح جودت ويوسف بك السباعي إلى عزيز باشا وطلبا إليه أن يقنعني بالعدول عن موقفي، فكان عزيز باشا عظيما وهو يقول لهما: إن ثروت ليس زوج ابنتي فقط، ولكنه عندي أنا ابني المقرب، وأنا على استعداد أن أحادثه في أي شيء إلا في مواقفه السياسية، فهذا شأنه وحده.
واستدعى الرئيس السادات توفيق بك للقائه وروى لي توفيق بك بعد ذلك أنه في أثناء الحديث لم يذكر من أسماء الموقعين جميهم إلا اسمي أنا. - كيف؟ - قال في حدة وغضب وثروت أباظة. - هذا مبتدأ فأين الخبر؟ - لم يكمل الجملة.
وقدرت أنا استنتاجا أنه كان يتوقع مني التأييد لا المعارضة بعد القدر من الحرية الذي أتاحه ومع علمه بمعارضتي الشديدة للعهد السابق لعهده.
وسافر عزيز باشا إلى تونس وعاد، وبعد فترة سافر إلى الكويت وما هي إلا أيام حتى جاءنا خبر بأنه أصيب هناك بأزمة قلبية حادة، ورحنا نعد أنا زوجتي للسفر فإذا بي أفاجأ في الجوازات أنني ممنوع من السفر، ورحمه الله يوسف السباعي مثلا أعلى في الوفاء والإخلاص والقلب الكبير الذي يسع الناس أجمعين، ما هي إلا ساعة حتى أبلغ الجوازات برفع الحظر عن اسمي، وسافرت وزوجتي إلى الكويت.
وكانت الأزمة حادة، ومكثنا بجوار عزيز باشا لا نتركه إلا للنوم، وحين اطمأنت نفسنا بعض الشيء طلبت مني إذاعة الكويت أن ألقي بها بضعة أحاديث، فرأيت أن أكتب عن روعة السرد القصصي في القرآن الكريم، وقد جمعت أحاديثي هذه بعد ذلك في كتابي السرد القصصي في القرآن الكريم.
وحين اطمأنت نفوسنا على عزيز باشا عدنا إلى مصر ولحق بنا بعد أيام، وقد شاء الله أن يكرمه فاختاره إلى جواره وهو في بيته وبين أهله . وقد فقدت بفقده أبا حانيا لي ولابنتي وابني، وكانت كارثة عظمى ربما مهد لها الله سبحانه وتعالى بمرضه الذي أنذرنا بالخطب قبل وقوعه.
وكنا قد انتقلنا في هذا العام إلى القاهرة، سبقت أنا بالعودة ولحق بنا الباشا وأمينة هانم، ليسكنا الفيلا الواقعة بأعلى العمارة التي أقيم بها أنا وأسرتي في الدور الأول منها، توفي عزيز باشا في 10 يوليو عام 1973م، ولم يشهد الحرب. •••
كنت أنا وعبد الفتاح الشناوي وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمود محمد محمود بك وعبد المجيد باشا بدر ود. محمد هاشم باشا نقضي فترة الظهيرة من رمضان في مقهى مواجه للبنك الأهلي صغير اسمه بار الأنجلو، وكان جميعنا صائما، فكنا ندفع أثمان طلبات لا تقدم إلينا، ولكننا نبرر بها وجودنا في المقهى، وكنا نظل نتحدث في شتى الأمور حتى يقترب موعد صلاة العصر فنقوم ونستقل سياراتنا إلى واحد من المساجد الكبرى بالقاهرة أو نتجه إلى مسجد أثري ونقيم الصلاة جماعة، ثم نتمشى في الحي بعض الوقت ويكون المغرب قد آذن بالأذان فنتجه إلى بيوتنا قبيل الإفطار بدقائق، وفي أوائل أكتوبر فوجئنا بقرار من الرئيس السادات برفع الحظر عن أسمائنا وإعادة أعضاء الاتحاد الاشتراكي إليه.
وفي العاشر من رمضان سمعنا بنبأ الحرب ونحن مجتمعون بالمقهى وتولانا جميعا الذهول، ولا أخفي أنني أصبت بهلع فإن مصر لم تكن تحتمل هزيمة أخرى، ولا يعقل أن جيشا هزم هزيمة 5 يونيو سنة 1967م يستطيع بعد ست سنوات أن يقلب الهزيمة إلى نصر.
ولكن المعجزة الإلهية تحققت على يد القائد العملاق الخالد أنور السادات وبمعاونة رئيسنا العظيم حسني مبارك أطال الله عمره وأيده.
Halaman tidak diketahui