امتطى الملك الجواد وسار في الطريق الطويل المظلم، ورأى باب البيت مغلقا، والنوافذ مسدودة، وأطل له البواب من فتحة صغيرة في الباب.
فقال له بلهجة ملكية آمرة: افتح! أنا الملك!
وفتح الرجل الباب وهو يرتعش، ونزل الملك من فوق الجواد وسار في ممر البيت المظلم حتى رأى بصيصا من نور يطل من إحدى الحجرات، واقترب متخفيا ورأى من خلال الباب المرأة الحسناء مستلقية على أريكة خضراء وإلى جوارها رجل! لا، في أحضانها رجل!
ووقف الملك مشدوها، واستطاع رغم ذهوله أن يتعرف على وجه الرجل، وعرف أنه رجل من الشعب.
وعاد الملك متخفيا إلى قصره كما جاء، وجمع الحاشية وقرر إعدام الرجل ومثول رأسه بين يديه على صينية من الذهب. وجاء رأس الرجل، ونظر إليه الملك متشفيا وقال له: أنت الذي كنت تقف في طريقي أيها الصعلوك!
وتمدد الملك في فراشه الوثير الدافئ وأمر بإحضار المرأة.
وجاء الرسول مرتجفا يقول: لقد رفضت يا مولاي!
وانتفض الملك واقفا في غضب وامتطى جواده، وذهب إليها، ورأى نفس البصيص من النور ينبعث من نفس الحجرة، ومن خلال الباب رأى المرأة الحسناء مستلقية على الأريكة الخضراء وفي أحضانها رجل!
فعاد كالمجنون وأمر برأس الرجل الثاني على صينية من الذهب، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم الخامس حتى نفدت صواني القصر.
ووضع الملك رأسه بين يديه حائرا، ثم أرسل في طلب أكبر حكماء البلد.
Halaman tidak diketahui