Lagu Kebebasan dan Keheningan: Puisi Jerman Abad Ke-20
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Genre-genre
بعد أن انتزع الورقة والريشة والورقة،
صمم على أن يغادر،
مملكة الأرض الثابتة إلى الأبد،
ويواصل عمله،
عاليا عاليا في الآفاق الرفيفة،
ولكن أليس اللعب في الفن وثيق الصلة بالعودة إلى الطفولة البريئة؛ أي إلى بستان الحلم والحكاية الخرافية (أو «الحدوتة»)؟
إن الحياة والانطلاق في الآفاق الرفافة هو ما فعله هذا اللاعب الماهر «هانز آرب» منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولعله كان أجرأ من حاول التحليق فوق مملكة الأرض الثابتة - أي أرض المعاني التقليدية والوصايا والقواعد المتواضع عليها - والتحرر من الأنا الفردية وإطلاق طاقات الكلمة المفردة، وقد ساعدته الدادية والسيريالية على القيام بقفزاته البهلوانية الخطيرة، وأمدته بعدد لا حصر له من الصور والاستعارات المستقلة بنفسها عن كل سياق أو معنى.
ولكن السقوط إلى الهاوية السحيقة يهدد دائما من يحلق إلى الذرى العالية؛ ولهذا كان من الطبيعي أن تخسر القصيدة السيريالية العابثة عند «آرب» أو غيره أكثر مما كسبت، وأن تغرق في ألعاب لفظية ولغوية صادرة عن رغبة في العبث والإغراب والدعابة، ومعظم قصائد «آرب» الأولى التي نشرها في مجموعته «رداء الأهرام»
(1924م)، يصعب بل يستحيل ترجمتها؛ لأنها تتلاعب بكلمات اللغة الألمانية وتستخرج كلمة من كلمة وصورة من صورة، وتمعن في هذا بلذة عجيبة، كأنما تعبر عن ذات أضاعت نفسها وأضاعت العالم الواقعي المعقول، فلم تجد ما تفعله إلا العبث بصندوق اللغة، وتركيب قطعة وتوزيعها من جديد! إنه يلعب بالألفاظ، وينشئ منها تركيبات غريبة، ويشتق من الأسماء أفعالا لا تعرفها اللغة، ويعيد تشكيل أبيات مشهورة من التراث القديم أو الحديث، ويقتبس كلمات وتعبيرات مختلفة من إعلانات الشوارع والجرائد، ويتسمع أصوات الأشياء وهمساتها وتنهداتها ورقصاتها، ويستوحي حكايات الأطفال وأغاني العشاق المشاهير والرعاة والمغنين المتجولين ... إلخ، ولكن يبدو أن الشاعر قد حدث له ما حدث لصبي الساحر في قصيدة معروفة بهذا الاسم
44
Halaman tidak diketahui