Lagu Kebebasan dan Keheningan: Puisi Jerman Abad Ke-20
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Genre-genre
هذه مفكرتي،
هذه خيمتي،
هذا منديلي،
هذا خيطي.
سار (آيش) في هذا الطريق من دواوينه الأولى مثل: «أحواش نائية» (1948م)، و«رسائل المطر» (1955م)، إلى مجموعاته الأخيرة مثل: «الرجوع للوثائق» (1964م)، و«مناسبات وحدائق حجرية» (1966م)، وازدادت لغته كما قلت إيجازا وتركيزا حتى أوشكت الكلمات أن تتحول إلى إشارات وعلامات، ولكنه مع هذا لا ينتهي إلى التجريد ولا يقف عنده، بل سرعان ما تتحول القصيدة فجأة من الرمز والصور السيريالية إلى الواقع الملموس - هل معنى هذا أن شاعرنا نسي قصيدة الطبيعة، التي نهل منها وعرف بها وجرى وراء البدع الجديدة الغريبة؟ الواقع أن هذا غير صحيح، فلم يزل «آيش» هو شاعر الطبيعة، ولكن بعين جديدة ومفهوم مختلف عن الجيل السابق، ولم تزل اللغة الحقة في نظره هي التي يلتقي فيها الشيء والكلمة، ولكنها في نفس الوقت لغة تريد أن تنفذ إلى سر العالم الذي تأتي منه «رسائل المطر»، وتتم فيه «القرارات الحاسمة في تحليق الحمام»، والشعر هو تجربة الاقتراب من هذا العالم، وتطويق أسراره بالكلمات؛ ولهذا نجد الغضب يثور به في إحدى قصائده فيقول:
احملوا أخيرا هذا الطعام،
الذي لا وجود له،
وانزعوا السدادات عن المعجزات!
وليس هذا بالطبع هروبا من الواقع، بل محاولة للاقتراب من سره في هذا العالم الأرضي الذي نحيا فيه؛ لهذا أصبح شعر الطبيعة عنده ملتزما إلى أبعد حد، إن جاز لنا أن نستخدم هذه الكلمة بأشمل معانيها، لا بالمعنى المحدود المتزمت الذي تردده بعض الألسنة عندنا دون علم ولا إحساس، إنه شعر إنسان يشارك معاصريه آلامهم، وهو على حد قوله في خطبته التي ألقاها عندما احتفل بمنحه جائزة «بوشنر» الأدبية المرموقة: «شعر مكتوب لأولئك الذين لا يسمحون بترتيبهم في نظام معين، للمتوحدين وغير المنتمين، للمجدفين في أمور السياسة والعقيدة، للساخطين لأعداء الحكمة، للمحاربين في معارك خاسرة، للحمقى والخائبين، للحالمين التعساء، للمزعجين، لكل الذين لا يمكنهم أن ينسوا بؤس العالم حينما يكونون سعداء.»
23
Halaman tidak diketahui