6
ولكن أبنيتها كانت أعلى من الأسوار المحصنة، وفي كل منها خمس أو ست طبقات فكأنها القلاع الضخمة،
7
وكانت البيوت في المدينة مبنية بناء نظيفا محكما، وكانت مفصولة عن بعضها بحدائق ترويها مياه الآبار.
8
وفي الواقع أن هذه الظاهرة التي أعجب بها ناصر خسرو، أعجب بها غيره من الرحالة الأوروبيين الذين أتيحت لهم زيارة القاهرة في العصور الوسطى.
9
ووصف ناصر خسرو الاحتفال العظيم بقطع الخليج وخروج الخليفة الفاطمي على رأس جنده وخدمه، وأمراء الدولة وموظفي الحكومة للاشتراك في هذا العهد الشعبي الكبير.
وانتقل ناصر خسرو بعد ذلك إلى مدينة الفسطاط جنوب القاهرة، حيث كانت الحركة التجارية والصناعية، فوصف عظمتها، وبيوتها الشاهقة، وجوامعها الكبيرة، وحدائقها الغناء، وصناعتها الزاهرة، وأطنب في وصف الثروة في أسواقها، والازدحام فيها، وجمال أعيادها، وقال: «لو وصفت هذه الأعياد لما صدقني كثير من الناس ولرموني بالمبالغة والإغراق، فإن حوانيت القصارين
10
Halaman tidak diketahui