كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى فاستحكمت بذلك الوحشة وتخلف عنه وعن زيارته" (^١).
وقال في موضع آخر: للتدليل على مدى ملازمة الإمام مسلم لشيخه البخاري وتأثره به. "إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه. وحذا حذوه. ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وأدام الاختلاف إليه وقد حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: لولا البخاري لما ذهب مسلم ولا جاء" (^٢).
تلامذته:
أما تلامذته فكثيرون منهم الإمام الترمذي وأبو الفضل أحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبى طالب وعلى بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وهما من شيوخه (^٣).
ومكي بن عبدان. وقد لازمه الأخير ملازمة تامة واستفاد من شيخه وروى عنه معظم كتبه التي ألفها وستأتي ترجمته مفصلة بعد حين.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن أبى حاتم: "كان ثقة. من الحفاظ كتبت عنه بالري" (^٤).
وقال ابن عبد البر: "أجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته. وأكبر الدلائل على ذلك كتابه الصحيح الذي لم يوجد في كتاب قبله ولا بعده من حسن الترتيب وتلخيص طرق الحديث" (^٥).
_________
(^١) تاريخ بغداد ١٣/ ١٠٣.
(^٢) المصدر السابق ١٣/ ١٠٢.
(^٣) تهذيب التهذيب ١٠/ ١٢٦.
(^٤) الجرح والتعديل ٤/ ١/ ١٨٢.
(^٥) تهذيب الأسماء ٢/ ٨٩ بتصرف.
1 / 18