كولومب :
وبقيت في تلك الجزيرة سنوات عديدة أتجول على شطوط أفريقيا وفي جزر كاناريس، وكنت دائما أبحث وأفكر في طريق بحرية يدار بها حول أفريقيا، وأقول في نفسي: أليست الأرض كالكرة المستديرة؟ أيعقل أن تكون الجهة الثانية من الأرض كلها مياها؟ لا، إذن فلا بد من اكتشاف شيء جديد، وقد وطد عزيمتي ما قصه علي أحد بحارة البرتوغال وهو أنه رأى على وجه المياه أخشابا صنع يد بشرية قذفتها الرياح في الأوقيانوس الأتلانتيك، ووجدوا أيضا في جزائر أسورس «ما بين أوروبا وأميركا» في البحر الأتلانتيكي جثتين غريبتي البنية، كل هذا يا أبت حملني على الجزم بوجود عالم جديد فحدثت نفسي باكتشافه.
جوان (إلى فرنسوى) :
يا له من ذكي متوقد الذهن! سيكون من أعظم خدام الإنسانية وأكبر نصراء الصليب.
فرنسوى :
ولله درك من ساذج مثله تعتقد ما يعتقده، ولا بدع فشبيه الشكل منجذب إليه! (إلى كولومب)
دعنا يا رجل من هذه الأضاليل. (كولومب يلتفت بفرنسوى متمرمرا.)
جوان (إلى فرنسوى) :
اخرج من هنا أيها الجاهل.
فرنسوى :
Halaman tidak diketahui