============================================================
يوسلها ارسالا، أو يضع يمينه على شماله تحت صدره، ويلزم الصمت والوقار إلى أن يسأله الإمام ، أو يضطر إلى الكلام ، أو يكون من يريد الإمام كلامه ، أو فى حال من يرفع الامور إليه عن جعل ذلك له فيتكلم فيه، أو فيما يلبنى له الكلام فيه ما استمع الإمام منه ، فإن أعرض عنه أو قطع كلامه لامر عرض له أو لغير أمر، فلينصت المتكلم حتى يأذن له الإمام فى الكلام بلفظ أو بايماء أو باستفهام ، فحينئذ يعود إلى ما كان فيه ، وإلا سكت على ما قطع الكلام عليه، ولا يرجع من غير إذن له فيه ، وليكن كلامه إذا خاطب الإمام كلاما متخافتا بلنظه بقدر ما يسعه الامام، ولا يرفع صوته عنده، فقد نهى [156] الله عز وجل عن رفع الأصوات فوق صوت نبيه( والجهر بها لديه الذى قرن طاعة الاثمة بطاعته، وجعل تعظيمهم من التعظيم له ، فإن خاطبه الإمام أصغى إلى لفظه ، وكذلك إن كان حديث الإمام لجماعة من بحضرته ، فينبغى لكل واحد منهم الإنصات والإصفاء إليه، وكذلك إن خاطب أحدهم خطابا علانية غير سر فيلبغى لمن سمع خطابه الاصغاء إليه، وطلب الفائد منه ، فإن فى كل لفظة يلفظ بها الإمام حكمة لمن تدبرها ووفق لفهمها ومعرقها، ولا يرى من سمع كلام الإمام أن لفظة من ألفاظه تخرج مخرج هزل أو تقع موقع عبث أو تجرى لغير فائدة وإن ظهر ذلك للسامع منه ، فينبغى له أن لا ينزله بهذه المنازل ، وأن يعلم أن الله سبحانه قد برأهم صلوات الله عليهم من ذلك ، وأن فهمه هو الذى قصر عن إدراك معرفة الفائدة من لفظه. فأما رموزهم عليهم السلام وأمثالهم واشارتهم بمعاريض الكلام فبحور لا يخاض تيارها، ولا يدرك قعرها ، ولا يفهمها عنهم إلا من شرح الله عز وجل 14 ب.
صدره لمعرقتها وفهمها، وهى أكثر من أن يحاط بها ولو أخذت فى ذكر بعض ما تأدى إلى منها لانقطع القول عما أردته ، وخرج الكتاب هن حد ما عليه بنيته ؛ فان جرى الحديث عند الإمام بذكر من تقدمه من أوليائه أو أحد من ملوك الأرض غيره فيلبغى لمن حضر ذلك أن لا يذكر من حزمهم
Halaman 113