============================================================
من كلام العامة والعجم أجود ، وما كان متوسطا من ذلك فهر أحسن، فقد سأل بعض الاثمة عليهم السلام رجلا كان قلده أمر البحريوما وقد دخل إليه، عن الريح ماهى؟ فكان يذهب إلى البلاغة ويستعمل الفصاحة فقال : نكباء بين الشمال والدبور ، ثم دخل أخ له كان ينظر أيضا فى البحر ولم يكن يتكلف ماكان يتكلف أخوه ولا يشتغل بما كان يشتغل به من علم العريية ، فقال له الإمام عليه السلام : ما الريح الآن؟ قال : جرج . فتبسم الإمام وقال : ما أبعد ما يينك وبين أخيك ولو توسطتما بين هذين الكلامين بكلام بين لكان حسنا.
فأما من تعاطى ذكر الغريب فى الكتب وكثرة استعماله فيها فغير حسن، وقد كان بعض الأمراء استعمل ذا قرابة له على بعض أعماله ، وكان فى الرجل الذى استعمله حمق وجهل ورقاعة، ناستكتب كاتبايشبهه فى الرقاعة وحضر وقت يهدى فيه عمال ذلك الأمير إليه وأهدى هدية وقال لكاتبه : اكتب كتابا بليغا بذكر الهدية ونعتها . فجعل الكاتب يكتب فى ذكر ذلك بنريب الكلام ويسميه له ويشرحه، فكان فيما كتب به وبعشت إلى الأمير بحرة - والجرة القلة - وفيها كماة - والكماة الترقاس . فلا قرأ ذلك الأمير كتابه استضحك منه وعزله، وبعث عاملا مكانه وكتب اليه فى كتاب تسليمه *وصلت إلينا هديتك وكتابك وفيه من الغريب ما يحتاج إلى شرحه عنك شفاها، وقد بعثنا بفلان مكانك عاملا إلى أن تشرح لنا هذا الكتاب ونفيد عنك مافيه إن شاء الله تعالى، وهذا وإن كان من التجاوز فى الرقاعة فإن فى ذكره مايزع من القليل منها . وكذلك أنشد بعض الشعراء بعض الملوك شعرا مدحه به وأعجبه فاستعاده إنشاده وكان غريبه كثيرا، فظن ذلك الشاعر أن ذلك الملك لم يعرف ذلك الغريب ققال له : نشرح لك غريبه أيدك الله عز وجل؟
ففضب عليه وحرمه وأخر جه من بين يديه . لمثل هذه الأشياء ينبغى انتقادها، و أخذ من يخاطب الأئمة صلوات الله عليهم ويتكلم عندهم ويكاتبهم نفسه فيها 4] بالأداب الصالحة هم (والتقرب بتعظيمهم وتبجيلهم إلى الله عز وجل واليهم
Halaman 110